بقلم / إبراهيم العسكري
احد الزملاء المقربين الذين تربطني بهم علاقة حميمة منذ المراحل الدراسية الاولى وله في رقاب الكثير صنائع معروف قد اكون منهم راسلني على استحياء وخجل بطبعه النبيل فقال اذا وقتك يسمح امنحني دقائق اشرح لك بعض مالدي ..!!
بادرته بالاتصال قائلآ له بعد السلام ومداعبة المحب لخليله.
يا اخي من انا حتى تضع بيني وبينك حاجز الرسمية او ما يسمونه بالبرستيجية المزيفه حينما تستاذن في ان اعطيك وقتآ للاتصال وانا عبد ضعيف
(مت قاعد)او متقاعد ليس لدي سوى التمرح في الجبال والسهول والافق حتى حفظت ادغالها فتعبت مني وتعبت منها او ان اطارد تسليات الجوال ولنسمها باسمها لنقول هي الملهيات عن المواجيب والاهميات فقد خُدعنا وضيعنا كثيرآ بمناظرة شاشة الجوال واصبحت مصيبة أُبتلي بها الكثير وانا اقف معهم بنفس المسار او ضمن الصفوف الاولى للأسف الشديد.
قال صاحبي الستيني في شرح معاناته انه تعرض لضائقة مادية بسبب شراء منزل ثم تهاوت معه ظروف لم تكن في البال ولا الحسبان.
يضيف صاحبي فيقول وهو يفكر كيف يدبر الامر حينما زاد الماء على الطحين فباغته احدهم بتقديم شكوى بطلب مبلغ مالي كبير نتيجة كفالته لاحد اشقاءه كفالة غرم واداء قبل عشر سنوات كان يظن ان شقيقه قد انتهى من السداد باعتبارهما متباعدين المسافات بحكم عمل احدهما بالشرق والآخر بالغرب من مملكتنا الغالية .
يقول زاد الهم والغم فهو كفيل غارم واخوه المقترض احوج منه ولدى كل منها اسرة تحتاج اكل وشرب ودعم مالي وصاحبي يحتاج تأثيث بيته لتكتمل فرحة الاسرة ولدية والدان طاعنان في السن احدهما يحتاج رعاية صحية واكثر من عقار طبي باستمرار بمبالغ لا يغطيها راتبه التقاعدي ولا حتى وظيفته اللاحقة لدرء الكفاف على الاقل بما يغني عن الهتاف في سنوات عجاف.
صاحبي يقول ناديت من اظن بهم خيرآ ويعلم ان لديهم سعة من الرزق وازعجوه بانهم اهل المكارم والمثالية والاخاء فمراسلتهم له شبه يوميآ انهم اهل فزعة ووفاء في الضيق والسعة وعندما نصاهم اتضح له معادلة ضياع الملح في الماء.
ثم يستمر ليشرح لي المآساة وانا احك رأسي وافكر كيف لي الخروج من دائرة من سبق وصفهم حين اتصاله بهم فخذلوه او كما يقول للجميع هاتف بعض الجهات الحكومية (كيف اقدر اخدمك)
فبادرته بالقول ابشر بالسعة والامور نتداولها مع الاكفاء ولعلها سحابة تنجلي او تحط بخير وفير..!
تعرفت على جهة الدائن لصاحبي ونخيت بجهته اخ لم تلده أمي فشرحت له التفاصيل لعله يشفع لنا عند الدائن
فقال ابشر بالخير وتواصل مع الدائن الذين يمون عليه طالبآ منه تخفيظ بعض ارباح السيارة التي تم التداين بها لذات الغرض والح للتاجر ان يقتنع باكثر من النصف من المبلغ المتبقي حتى وافق مع الالحاح لان غالب التجار لا يعترف بمعارك الظروف وصدوف الدهر.
ليس باخيرآ حينما اردد شكرآ من الاعماق لاخي الذي ساندني للوساطة مع التاجر وهو اخي الاستاذ/علي عبدالله عيسى القشر فهذا العمل موصول له باعمال لا تحصى منذ القدم تضاف لاهل المكارم الذي يعد القشر منهم وشكرًا للتاجر وشكرًا لصاحبي الذي توخى فيء خدمته فاقتصرتُ فقط بتمريرها لافضال اهل الفضل..
ومضة:
رحم الله الشاعر رشيد الزلامي حينما قال:
رزقي على اللي ليا اعطى شي مامنّه
والا يدين العرب تعطي.. ومنّانه
وان شحوا الناس ربك يعطي الجنّه
ما يغني الا كريم الوجه سبحانـه