بقلم / سميه محمد
أحياناً يعيش الإنسان في الماضي ويسجن نفسه فيه باستحضار الحزن الذي مر به في حياته من خلال خسارته او خيبته في مشروع عمل ، أو فقده لعزيز يرتبط به أرتباطاً وثيقاً ، وغير ذلك من الأمور التي ليس في أستحضارها إلا القهر و الحسرة و يستحضر حزنه كأنه يعيشه في نفس اللحظة التي تذكرها فيها من جديد و كأنها حدثت للتو و قد مر عليها سنوات ..
أنت تصنع الحزن الدائم لنفسك لأنك عندما تعيشه من لحظته تستمر في تجديد هذه اللحظة و تستحضرها حتى و ان اصبحت ذكرى من الماضي ستجعلها تزورك في حاضرك و بكل يقين سوف تسلم على الحزن و هو ينتظرك على أعتاب المستقل ..
لذلك لا تلتفت إلى الوراء و تستحضر أحزانك ليس هناك إلا السواد الحالك الذي لن تجد فيه سوى الخيبة و اليأس .
أحزان عندما تتذكرها تجرحك ، خيبات عندما تتذكرها تكسرك ،
فقدنا بشر ، و خسرنا أمال ، و ضاعت منا أمور قيمة ..
فتعلم لاشيء يستحق أن تلتفت له للوراء . كل مافيه هزيمة تأخر و حمل هموم أكثر من طاقة أحتمالك ،
وقد تتوقف حياتك في ماضيك لأنك لا تريد أن تخرج من دائرته و الأجدر بك أن تنظر إلى الحاضر و المستقبل ، و تسعى لتحقيق الأمل لتعيش الحياة بجميع مراحلها بمرها و حلوها ،
بإنكساراتها و نجاحاتها ، و عندما تعود إلى الوراء فمن أجل أن تزيد قوتك و عزيمتك لتواصل طريقك إلى الأمام فمن وقف سيظل واقفاً مكانه لا يتغير و من سار على الدرب وصل ..
( من أجلك )
حوط الماضي البعيد بسور عالي و سميك ثم أختم عليه بباب من فولاذ أغلقه بإحكام مستحيل أن يفتح مع مرور الأيام و السنين .
قف قليلاً من الوقت عنده ثم ودع كل شيء لن يعود و ستثبت لنفسك أنه لن يعود حينما ترحل لعالم جديد لن يكون فيه هناك عقبات تتعثر بسببها فتقع مرات عديدة .
لن تستمع لمن يقولون لك أنك فاشل حتى تكون مثلهم كي لا تصبح أفضل منهم فهم يعلمون مدى قدراتك التي يحاولون دفنها في داخلك بسخريتهم و شماتتهم بك .
لن تكون هناك خيبات أمل من أشخاص وثقت بهم و هم دون الإستحقاق .
لا تتعب نفسك من أجل الأخرين الغير مهتمين بك .
لا تهدي الورد لمن يقذفك بالشوك .
أنها نقطة لا للرجوع
مرحلة أخرى حياة جديدة ، أستقرار نفسي يكللها الأمل ممزوج بالمحبة والقناعة و الثقة أضافة إلى الأختيارات الصحيحة .