( صناعة الإنسان ودور المعلم في ضوء الرؤية الوطنية 2030 م )

المعلم لما له من عظيم مكانة وجليل شرف يتحمل مسؤوليةً جليلةً وأمانةً كبرى، فهو صانع الأجيال وواضع حجر أساس بناء الأمم، لهذا ينبغي له أن يتحلى بجملة من الخصال، فالمعلم هو القدوة السلوكية لمن يعلم، وقد تكون الأولى وحتى قبل والديه إذ قد يقضي المتعلم مع معلمه من الساعات أكثر بكثير مما يقضيه مع والديه، لذلك كان لزامًا على المعلم أن يكون خير قدوة ومثالا يحتذى، فيجب أن يرى الطالب في معلمه مثال الصلاح والتقوى الملتزم بطاعة الله إن جودة التعليم من أسرار نهضة الأمم وتقدمها، ولا شك بأن حملاً كبيراً يقع على عاتق المعلم الذي يباشر عملية التعليم، ويترجم الخطط التعليمية بشكل عملي في أروقة الصف الدراسي، فبمقدار جودة عطائه يزداد الطلاب تألقاً وتفوقاً، وترتقي العملية التعليمية، وخاصة مع المتغيرات الحديثة التي تقتضي من المعلم مواكبتها، لينتج التعليم ثماره المرجوة، ويمتزج بعصر المعرفة والثورات التكنولوجية، ويصبح جزءاً فاعلاً في الحياة والاقتصاد يمكن القول إن المعلمين هم أهم أعضاء مجتمعنا. إنهم يمنحون الأطفال هدفًا، ويهيئونهم للنجاح كمواطنين في عالمنا، ويلهمون فيهم الدافع للقيام بعمل جيد والنجاح في الحياة. أطفال اليوم هم قادة الغد، والمعلمون هم تلك النقطة الحاسمة التي تجعل الطفل مستعدًا لمستقبله التعليم من أعظم الأعمال التي يقوم بها الإنسان وأجلها، وكيف لا تكون كذلك وهي السبيل لرقي الإنسان وتحضره، ونقله من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم والمعرفة، وما زال الإنسان منذ خلقه الله تعالى وهو يسلك سبيل التعلم والتعليم، وكان من أعظم الشرف الذي حازه بنو البشر أن كان معلمهم الأول هو الرب سبحانه وعلا وكان التعلم خصيصة تفضيل لهم وتكريم، إذ قال سبحانه وتعالى في ذكر خلق آدم أبي البشر عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) ان المعلم له الدور المركزي الأول في بناء المجتمعات والنهوض بالشعوب فهو الذي يصنع الأجيال ويعدها علميا وخلقيا للقيام بأدوارهم المستقبلية في نهضه الأوطان. فالمعلم المتسم بالصلاح والتقوى والملتزم بطاعة الله هو خير مثال يحتذى به فهو من يصوغ ويشكل هذا الطين اللين والاوراق البيضاء يغرس فيها خصال الخير والصلاح ويربطهم بتعاليم دينهم مهما كان مجان وتخصص المعلم ويعزز فيهم الروح الانتماء لدينهم ووطنهم وامتهم والسعي الدائم المتواصل لبناءه ورفعته وتطوره وللمعلم من مكانة عظيمة شرف جليل فهو يتحمل مسؤولية جليله وامانه كبيره الا وهي صنع الأجيال القادمة ويضع حجر الأساس فسعيه الدائم لدعم طلابه ومساندهم لاكتشاف مواهبهم وتشجيعهم على تنميتها والابداع فيها له دوره في الارتفاع بهم عاليا لتحقيق احلامهم وجعلها وقعا وهذا ما يساهم تنمية الثورة الوطنية من خلال قدراتهم الابداعية وجهودهم الانتاجية.

بقلم الاستاذ/ محارب حامد حويان السهلي
ادارة تعليم ظهران الجنوب
ثانوية الملك فيصل

شاهد أيضاً

الشاعر فلاح بن محمد في لقاء خاص لـ” عسير ” : منذ تواجدي بالساحة الشعرية حققت ما أريد في مجال الشعر وجمهوري الداعم الأول لي

صحيفة عسير – أجرى اللقاء – حنيف  بن مناحي آل ثعيل : الشِّعر فكرة ومعنى …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com