إنَّ المعلم له الدور المركزي الأول في بناء المجتمعات والنهوض بالشعوب، فهو الذي يصنع الأجيال ويعدها علميا وخلقيا للقيام بأدوارهم المستقبلية في نهضة الأوطان، لذلك كان لزامًا أن توجه الجهود والطاقات لدعم المسيرة التعليمية وتكون لها الأولوية القصوى في التخطيط التنموي، ففي المملكة العربية السعودية نجد أن الدولة اتجهت بكل ما هو جديد وحديث لتنمية المعلم ماديا ومعنويا وطورت من مدخلات ومخرجات التعليم وأصبحت التقنية رافدا أساسيا في العملية التعليمية من خلال المنصات الإلكترونية والدروس الإلكترونية والتحضيرو الأنشطة التعليمية ومنصة مدرستي خير شاهد على ذلك، وكذلك الدولة اتجهت بالخطوات الصاعدة للاستثمار في تعليمه عن طريق الاختبارات الدورية ومركز قياس للتقويم والتدريب. وإقامة الدورات يكون أول الأولويات، إذ الإنسان المتعلم هو الثروة الحقيقية للأمم، ففي مملكتنا تجهز أماكن التعليم في كافة مراحله بكل احتياجات المتعلمين والمعلمين المادية منها وغير المادية، لتكون بيئة محفزة على العمل والعطاء والإبداع، وبلا بخل أو تقشف، إذ قد آمنت المملكة أن المردود المستقبلي من هذا الاستثمار يستحق ما يبذل، ولذلك نجد أن الناتج العلمي والمعرفي والاقتصادي في المملكة يتطور بخطوات حثيثة ، فالاهتمام بالمعلم على كافة الصعد وتوفير احتياجاته للقيام بمهامه هما أول سبيل للتقدم، كما ينبغي أن يواكب التعليم متطلبات العصر ، لذا فينبغي أن تكون للمعلمين دورات وورش عمل تطلعهم على كل جديد في مجالات تخصصهم وكذلك كل جديد في وسائل وأساليب التعليم.
إن المعلم لما له من عظيم مكانة وجليل شرف يتحمل مسؤولية جليلة وأمانة كبرى، فهو صانع الأجيال وواضع حجر أساس بناء الأمم، لهذا ينبغي له أن يتحلى بجملة من الخصال، فالمعلم هو القدوة السلوكية لمن يعلم، وقد تكون الأولى وحتى قبل والديه إذ قد يقضي المتعلم مع معلمه من الساعات أكثر بكثير مما يقضيه مع والديه، لذلك كان لزامًا على المعلم أن يكون خير قدوة ومثالا يحتذى، فيجب أن يرى الطالب في معلمه مثال الصلاح والتقوى الملتزم بطاعة الله، وكيف لا يكون كذلك والله قد رفع درجته بما حاز من علم فقال سبحانه: (يَرْفَعُ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والذِينَ أُوتوا العِلْمَ دَرجاتٍ)، فالمعلم بما حاز من فضل العلم ينبغي أن يتبعه بصلاح العمل، كما ينبغي للمعلم أن يغرس في طلابه خصال الخير ويربطهم بتعاليم دينهم أيا كان تخصصه، وأن يعزز فيهم روح الانتماء لدينهم وأمتهم وحب وطنهم والسعي لرفعته، وأن يقدم لهم المثال من نفسه من خلال انضباطه في عمله وإخلاصه في أدائه، كما يسعى لاكتشاف مواهب طلابه ويشجعهم على تنميتها وتوجيه طاقاتهم لتنميتها والإبداع فيها، ويرسم لأحلامهم خطط تحقيقها واقعا، فكم من حلم طفولي تحقق بالسعي بجد واجتهاد لتحقيقه، فأنت أيها المعلم رسول للحياة تبعث فيها الأمل وتحييها بالعمل، ونحييك ونحن نحتفل بك بقول أمير الشعراء فيك:
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّه التَبجيلا كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
بقلم المعلم / ناصر مبارك ناصر الشهراني
مدرسة أبي موسى الأشعري ومتوسطة المأمون
ماشاء الله تبارك الله
كتبت يا ابو مبارك فأبدعت لله درك