بقلم / ماجد بن جمعان الزهراني
عندما أراد الله أن يعم الخير على شبه الجزيرة العربية قيّض لها الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب،
الذي كانت دعوته قائمة على إبطال مظاهر الشرك بالله عز وجل وإماتة البدع المنتشرة آنذاك، وتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم ونقلِهم من ظلام الشرك إلى نور التوحيد.
حينها سخّر المولى عز وجل الحر الهمام والبطل الإمام محمد بن سعود طيّب الله ثراه، الذي ناصر دعوة الحق وتمكن من تأسيس الدولة السعودية الأولى.
وكان إنضمام الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب أذان الفجر الجديد على شبه الجزيرة العربية،
فقد تمكن أئمة الدولة السعودية الأولى من توحيد أغلب مناطق شبه الجزيرة العربية ونقلها إلى عصرٍ جديد اتسم بالأمن والاستقرار، وتطبيق الشريعة الإسلامية، ونتيجة لذلك ظهر الكثير من العلماء وازدهرت المعارف والنواحي العلمية والاقتصادية،
وأُنشىء العديد من المؤسسات الإدارية والتعليمية المستندة إلى الشريعة
وتمتعت الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود وباقي أفراد أسرته، بمكانة سياسية عظيمة واتساع جغرافي كبير نظراً إلى القيادة الحكيمة وما كان من نصرةٍ للدين الحنيف.
وكان انتهاء الدولة السعودية الأولى على يد الحملات العثمانية الغاشمة القادمة من مصر كان آخرها على يد إبراهيم باشا التي تمكنت من هدم الدرعية وما حولها.
وفي هذا اليوم نستذكر أسس هذه الدولة التي قامت على قواعدَ رصينة وأركانٍ متينة، نشعر بالفخر بالماضي التليد ونتطلع إلى عصرٍ جديد من التقدم والتنمية، راجين من الله العلي القدير أن يرحم أئمة وحكام هذا البلد المعطاء ، وأن يطيل في عمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.