يتميز بروحانية

بقلم / سمية محمد

شهر رمضان الشهر الكريم و المبارك الذي يتميز بروحانية فيها لذة خاصة .
فكيف تمسك عن الطعام و الشراب و تمتنع عن الشهوات و الرغبات وكل شيء يؤدي إلى جرح صومك وبطلانه ،
ومع ذلك تستعذب هذا الحرمان لوجه الله تعالى فالأجر كبير و الجزاء جميل .
كيف تشعر بفرحة عارمةعندما تعطي مالاً لمحتاج تراه في الطريق يبتسم حتى إن كان ماأعطيته أياه قليل لكنك جعلته يشعر بأن هناك إنسان خرج من العدم يهتم به و يساعده على قدر استطاعته .
قال تعالى :
سورة البقرة (١٨٢ : ١٨٣)
(( ياأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصوم كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))
لسنا الأمة الوحيدة أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي كتب عليها الصيام فهو يعتبر فرض في ديانات من سبقونا ، و في شريعتهم امر واجب و مفروغ منه ليس له أيام محددة ، و يتطلب مزيد من القوة و الصبر .
وقد صام جميع الأنبياء و الرسل وكانوا قدوة لمن دخل في دينهم وأتبعوا تنفيذ قوانينهم و من ضمنها الصيام .
أول من صام هو آدم عليه السلام كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وهي التي يطلق عليها المسلمين بالأيام البيض نسبة إلى أكتمال القمر فيها و شدة بياضه وذلك بعد هبوطه من الجنة إلى الأرض تقرباً و شكراً إلى الله تعالى ..
و من بعده صام نوح عليه السلام بعد نجاته من الطوفان يوماًواحداً حمداً و شكراً لله تعالى ،
أضافة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( أن نوح عليه السلام كان يصوم الأيام الستة التي تلي عيد الفطر ) ..
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ان أحب الصيام إلى الله صيام داود عليه السلام و أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام
كان ينام نصف الليل و يقوم ثلثه و ينام سدسه و كان يصوم يوم و يفطر يوم ) ..
و صام موسى عليه السلام يوم عاشوراء شكراً لله بعد نجاته مع من دخلوا في دينه و أتبعوه من فرعون و جنوده أضافة إلى الثلاثين يوما قبل ان تنزل عليه الألواح التي بها قوانين شريعته و تروي كتب الإسرائيليات أنه أفطر بورقة قطعها من شجرة حياء منه أن يكلم الله جل جلاله و في فمه رائحة غير طيبه بسبب خلو معدته من الطعام .
فكلمه الله تعالى :
ألم تدري ياموسى لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من رائحة المسك .
فصام عشرة أيام أخرى فأكمل الأربعين يوماً ..
قال تعالى :
في سورة الشورى آية
( ١٣)
(( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحاً و الذي اوحينا إليك و ماوصينا به إبراهيم و موسى و عيسى ))
عيسى عليه السلام كان يصوم عن الجوارح و أشياء امتنع عن أكلها كاللحوم و الطيور و كل مافيه روح لمدة أربعين يوم ..
كما تشابه إبراهيم عليه السلام مع آدم عليه السلام في صوم ثلاثة أيام من كل شهر و قد ورد في السنة أن إبراهيم يصوم الشهر كله .
ويرجع بعض المفسرين ان صيام ثلاثة أيام إلى أن الحسنة بعشر أمثالها فكأنما صام الشهر كله ..
و كان العرب في الجاهلية يصومون بعض الأيام كأثر باقي من شريعة إبراهيم عليه السلام ..
و هناك رويات تقول بأن الأنبياء كانوا يجتهدون في الصيام فمنهم من يصوم مدة معينة في السنة ، و بعضهم يصومون عن كل الأطعمة لمدة ثلاثة أيام متواصلة في كل شهر ، و هناك من كان يصوم من غروب الشمس إلى غروب شمس اليوم التالي ..
و ذكرت كتب السيرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم كل عام شهر كامل قبل أن ينزل عليه الوحي و بدأ بعد البعثة بصوم يومي الأثنين و الخميس و يحث الصحابة على صيامهما كما صام النبي ثلاثة أيام من كل شهر و هي الأيام البيض .
عند المسلمين لم يفرض الصوم من البداية فكانوا يصومون العشرة من محرم و فرض الصوم بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في السنة الثانية و قد صام الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات قبل وفاته ..
معظم الدرسات الحديثة أثبتت فوائد الصوم على تنقية الجسم من السموم كذلك هو يساعد على إنتاج خلايا جديدة للجسم اكثر مناعة و حماية و التي جعلت معظم غير المسلمين يقلدون المسلمين في صيام شهر كامل من كل سنة للصحة النفسية و الجسدية ،
كذلك يساعد على تنقية الروح من الداخل و الراحة النفسية التي تنعم بالرضا ، و الصبرعلى الجوع الذي يساعدك على أن تشعر بغيرك و تحاول المساعدة بقدر الإمكان و بطريقة إيجابية تجعلك محب لنفسك مع الإحترام المتبادل ،
و قبل كل شيء الصوم عبادة لله تعالى و ركن هام من اركان الإسلام الخمسة ،
فالحمدلله على نعمة الإسلام الذي كل شيء فرض فيه له حكمة و هدف و غاية ….