بقلم
د. علي بن سعيد آل غائب
— إنه في يوم السبت تاريخ ١٤٤٤/١٠/٢٠ فقدنا رجلاً عظيماً بأخلاقه مميّزاً بسيرته الحسنة بين ذويه ومحبيه واقرانه ، ذو سمعة عطرة عند معارفه واوساطه ، فكان طيّب المعشر لاتملّ مجلسه من فوائده ، وإذا جالسته تتمنى الاّ تفارقه ، يحفظ من شعر الحِكمة الكثير ، ويروي من تراث الماضي مايفيد ، له فضلاً كبيراً في ربط فضائل اسلافنا بما يجب ان تكون عليه اجيالنا ، فلم يترك مجلساً او منبراً إلاّ ونثر درره من خلاله ( حِكمة وشعراً وموعظة وتجربة )فضلاً عن أنه رجلاً عصامياً شقّ طريقه في الحياة بصبر وأرق وتعب ، فكان مثالاً يُحتذى في جيله ولمن بعدهم ، ومع ذلك لم تلهه الدنيا عن الآخرة فكان ومات تقيّاً عابداً صائماً قائما ، عُرف عنه دائماً يلهج بذكر الله في كل مقام ومقال ؛
— هو الفقيد المرحوم باذن الله تعالى ( جارالله بن ظافر بن زهره ) ( ابو ظافر )
— وأرى فيه حاضراً قول الشافعي رحمه الله :-
( قد مات قوم وما ماتت فضائلهم )
( وعاش قوم وهم في الناس امواتُ )
— فقد جاورنا الفقيد رحمه الله ونعم الجوار ، وخاويناه ونعم الخوي ، وزرناه ونعم الحفاوة ، وزارنا ونعم التقدير ، وكل هذه المعاني النبيلة اجتمعت في رجل نعدّه من عظماء الرجال وانبلهم خلّفت له تلك الفضائل مكانة عظيمة في قلوبنا ووجداننا ونشهد له شهادة حق بذلك والناس شهود الله في ارضه ؛
— ويربطني بالفقيد علاقات خاصة ولازالت وستبقى الى ماشاءالله ، حيث اعدّه اخاً كبيراً وصديقاً حميماً وجاراً عزيزاً ،
— لكن هي الحياة تمضي ونمضي معها وتلك سنّة الله في خلقه ، له سبحانه منّا الرضاء في السرّاء والضرّاء
— وعزاؤنا في ابي ظافر بأنه خلّف رجال اوفياء صالحين وهو بهم لم يمت ولن يمت مع وجودهم ذكره الحسن ، وسيبقون على نهجه يواصلون مسيرته الطيبة حيث انتهى بها وانا على ثقة من ذلك لأن من خلّف رجال صالحين اتقياء سيستمر وجوده بوجودهم حتى بعد مماته ، ونحسبهم كذلك ان شاءالله كما عرفناهم ، فلهم مني خاصة ومن اسرة آل غائب عامة احرّ التعازي وصادق المواساة ونحن ايضاً نشاطرهم العزاء في فقد عزيزاً غالياً علينا جميعاً ، والعزاء موصول لأخوي الفقيد واسرته وكذلك ذويه جميعاً ومحبيه ، سائلين المولى عزّ وجلّ ان يرحمه رحمة واسعة وان يجعل قبره روضة من رياض الجنه ، وان يبدله داراً خيراً من داره واهلاً خيراً من اهله ، والله المستعان ، والسلام .،،