بقلم : ابراهيم العسكري
مساء أمس الخميس اجتمعنا بدعوة كريمة في ضيافة امام مسجد حينا حي السلام احد احياء مدينة ابها.
كانت الضيافة بشكل مختلف جدآ عن واقع الرسمية والفلاشات الفضفاضة التي اعتدنا عليها باطباق لامعة تحمل اكثر من طاقتها من الشحوم واللحوم اضافةً لما يصف بجوارها من اطباق تكميلية لانواع الايدامات والسلطات والحلويات والمشروبات التي ربما يذهب غالبها فيما بعد لسلة العبث الغير مبرر .!
كانت وليمة دعوة الأمس رائعة ببساطتها بديوانية لاحد الجيران من اشقائنا بالشقيقة الغالية الكويت.
الديوانية مجاورة لبيت المضيف يجمل المكان الهدوء بترحيب وابتسامات يعلوها الرضى والود
فتناولنا القهوة والشاي والزنجبيل وبعض المرطبات وحديث ودي جميل من الحضور يحمل الايجابية والدعم المعنوى للحضور بان كبيرهم لازال بسن الشباب وان العبرة بالروح التي لا تكهل ولا تشيب وان بامكان كل الحضور احياء سنة ربما كانت مهجورة وهي الاصل في مثنى وثلاث ورباع .!
باعتباري اقف في المنتصف العمري للحضور احسست انني اتنفس الصعداء فتوسعت في مقعدي ونلت مما اسمع الدعم المعنوي فقد اسعدني ووسع خاطري على الاقل بحديث النفس للنفس انني لازلت املك العطاء بدائرة من يقال لهم (فلان يجي منه)
الاجمل في الوليمة ان جارنا الكويتي طلال الطويل كون بجواره فريق عمل من الشباب المرح لاعداد وجبة العشاء باشرافه فكان حولنا في نفس الموقع يتولى عملية الشواء ويشاركنا الحديث عن تلك السنةُ المهجورة على استحيا تقديرآ لاهله اهل البيت الذين يفصلنا عنهم السقف فهم في الطابق العلوي واراه يتطلع لأمان السقف حينما يتحدث بهدوء ويراقب الشواء بمساندة كوكبة من الشباب الرائعين في الاعداد للوجبة والتوزيع اول باول فيعطى لكل شخص من الحضور صحن به نوعين من المشويات اللذيذة مع الخبز ويجاورها مخلل وبطاط مقرمش ومشروب حسب الاختيار من اصناف عديدة امامنا ومن اراد الاستزادة فله ذلك ولله الحمد والمنة.
اكرم الله من اطعمنا وسقانا فقد كانت من اروع الامسيات بكرم بلا عبث وود بلا زيف وحديث من القلب للقلب .!
من محاسن الصدف حينما تحدث في المجلس شيخنا الفاضل المستضيف لنا وهو الدكتور/فيصل الشدي ابا عبد الملك عن احد المسؤلين حينما كان لديهم بمحافظة الخرج فاثنى على ذلك المسؤل ثناءآ يليق به في مواقف عديده من ضمنها موقف شخصي معه حينما حضر ذلك المسؤل احدى خطب وصلاة الجمعة للدكتور فيصل باحد جوامع محافظة الخرج فاعجب ذلك المسؤل بالخطبة وعرض على صاحب السمو الملكي محافظ الخرج انذاك انه يرى تعميم تلك الخطبة لخطب لاحقة لجوامع محافظة الخرج وضواحيها لما رأى بها من فوائد وتلقى الدكتور على اثر ذلك دعوة من سمو محافظ الخرج شكره فيها على مضمون خطبته واهدافها وبالفعل عُممت.!
للأمانة ليست المرة الاولى التي سمعت فيها الثناء لذلك المسؤل فقد جمعتني الصدفة منذ عام بمن قال ان لذلك المسؤل مواقف عديدة تنسب له في السداد والتوفيق فذكر لي انه قبل اكثر من عقد هطلت لديهم امطار غزيرة على محافظة الخرج تهدمت بوقعها كثير من المنازل الامر الذى دعى المسؤل على عجل لمخاطبة صاحب السمو الملكي محافظ الخرج برأي مضمونه ان يخصص عاجلآ شقق مستاجرة على حساب الدولة لكل من فقد منزله بسبب الامطار ريثما يبت بتوجيهات ولاة الامر نحو تضررهم وبالفعل لاقى الرأي تأييد من ولي الامر وتم التنفيذ على عجل للامر الطاريء.
شخص آخر يحدثني فيقول كان احد افراد الدفاع المدني بالرياض ويرغب النقل الي الجنوب بجانب أمه واخوته الصغار بعد وفاة والده فلم يترك مجال ولم يوفق بالنقل حتى التقى صدفة في مصعد احدى ادارات الدفاع المدني برجل العون اعلاه فساله بعد السلام والتعارف ماذا تريد قال محدثي اريد كذا وكذا ثم يضيف انه ذهب معي للمسؤل وحظينا بالموافقة بالنقل ولازلت ادعي له حتى يومنا هذا .!
بكل الفخر ذلك المسؤل يُعد من رموز منطقة عسير ربيعة ورفيدة آل شدادي قرية الخيمة وهو العميد المتقاعد/محمد بن عبده الصهدي حينما كان مديرآ للدفاع المدني بمحافظة الخرج قبل نقله نائبآ لمدير الدفاع المدني بمدينة الرياض.
ومضه:
كل ما يصنع الانسان من عمل طيب يبقى اثره كأرث له.
ويبقى السؤال ماذا قدمنا لانفسنا؟