يا كم سجدنا من سبايبكم سهواً

بقلم / إبراهيم العسكري

تتالت عليء شخصيآ في الربع الاخير من عامنا الهجري المنصرم بعض الاحداث المقلقة يتخللها عراك لفظي لم نعتاد عليه وبعيدآ عن المثالية ربما لم اعتاد انا على مثل ذلك حينما واجهة فيه اكثر من ثلاث جبهات متتالية واخرى تكميلة مع البيعة او مع البكج كما استحدثوا مؤخرآ فكانت كخصام على الطريق او هدية عدوانية على الماشي .!
شارك في بعض المواجهة من ذوي القرب واخرى من ذوي الصحب اما المدوية فدامت اشهر لم يكن دوري الا مصلحآ تلقيت لقاء تدخلي عوالق دسمة اثر الاشتراك معهم في المواجهة الغير منضبطة .!
كأن المواقف متفقة مع بعض لأذيتي واستفزازي خلال اسابيع معدودة لتنقلني من راحة البال الى هم وغم وعبث لا مبرر له.!
المواقف متناقضة واحدثت شروخ وفجوات بعضها خالية من الحلول بواقعية لأن دور الأنا بين اطراف الخصام كان حاضرآ ومتحيزآ بانيابه وانانيته مبدأها احفظ كرامتك ولو كان الأمر يسير او تافه..!
آمل ان لا يتبادر لذهن القاريء الكريم ان الخلل من جهتي طالما اتخذ اطراف الخلاف خطآ معاكسا لمقاصدي فانا تياسرت فيما يخصني ورضيت بحلول الوسط اذا ادركنا الحكمة المشهورة التي يرددها احد ابنائي رعاه الله كلما سالته لما فعلت هذا قال :(الحياة وسط).!
اما الاشكالية المتشعبة فدوري محايد للاصلاح ما استطعت اليه سبيلا حينما دُعيت مع مصلح آخر اختاروه من قبل وأشكر من ظن بي خيرآ للتدخل مع الضدين وسامح من غافلني بالهجوم حينما لم يناسبه صلحي فقد اتضح ان كل منهم في زاوية ضيقة فلم يتفق اطراف الأختلاف بالحلول والخيارات المطروحةً لهم رغم حضورهم في جلسات عديدة وكان الهجوم من الطرفين في اكثر من موقف على بعض بشتائم لا تليق .!
منشأ الخصام لا يستحق كل ذلك ولا حتى الوقت المستهلك للاصلاح فاعتذر شريكي في دور الاصلاح من الاستمرار وبقيت وحيدآ اقترح ويرفض احدهما اوكلاهما .!
في معركتي الخاصة هاتفني خصمي واخذ يتفهم بعض الأمور وصلحنا فيما بعد واشكرتفهمه واعتذاره المتأخر .!
طالت المدة فحاولت اللحاق بصاحبي المنسحب من دور الاصلاح لتتحول بعدها شكواهم لجهة معنية فهمس الطيب منهم باذني وقال اعد العرض الاول لكي لا نصفح وجيه الرجال
فعدنا وزدنا لآخر كيل بعير وأنتهت بعد عناء.!
اثنا التعنت نالهم من التعب الشيء الكثير ونالني بحضرتهم من الطيب رشة عتاب..!
تعجبت لمواجهةً مفاجأت مختلفه ومتعددة ازعجتني وغيرت جدول كنت معتاد عليه وتأثر صفو الجو والبرنامج الذي كنت خطط له قبل تلك الأحداث الغريبه فكل خصم يكيل بلا توقف وتذكرت حينما انسحب رفيقي في الاصلاح برنامج الاتجاه المعاكس واقول ارجو ان لا اكون في دور المحارش فيصل القاسم غفر الله لنا وله..!
سبحان الله كيف اجتمعت تلك المناكفات فكأنها تتعمد لتختار وقت الصفاء والنقاء لتعكره وتضيق المزاح وحتى لقمة العيش .!
بعد الاصلاح على مدى شهرين استعدتني بسببها اطراف اخرى بلا ذنب فكانت متسلحة بقوى غير متكافئة وتختار من الكلم اسقطه وبعضها تستعير استعارات لفظية منحدرة لا احسن التعامل معها فلم يكن في قاموسي من فضل ربي ما اكيل به ردآ لمواجهتهم كما يفعلون بقانون رد الكيل بمكيالين كما يروق لهم..!
فضلت كتم الغيض والعفو لعلي اجد لهم مبررآ من السبعين عذر او قد لا اجد.!
كان يمكنني الرد لهم بالمثل فذلك سهلآ ويسير والكلام الرخيص بالكوم والشيطان يساند الموقف بأهمية الرد كل حسبما يستحق وعلى قولة القائل المكاوي أدي له حار بناره.!
حينما تذكرة وصية رسولنا القوي الأمين صلى الله عليه وسلم عندما اتاه رجل وقال اوصني فقال المصطفى: لاتغضب ثم ردد مرارآ لا تغضب او كما قال عليه الصلاة والسلام فكان ذلك بلسمآ لي يحث على الصبر والاناه فأنا لا اعلم ظروفهم المعيشية والنفسية والصحية او حتى الاخلاقية ومخزوني مما يمارسون من اذية فارغ ولله الحمد.!
لا اخفيكم سرآ فقد اصبحت اتوخى الحذر من اي نقاش حينما سمعت ورأيت ان الحوار الراقي والبشاشة والكلام الطيب العطر ينحدر نحو الضد ولا اعمم فلا يزال الخير في امة محمد ولكن كما يقال:
من لدغة الحنش تنزيه طفيه .!
علم الله اننا نهرب من كثير من المواقف ليس لعدم قدرة المواجهة ولكن مع من تواجه وماهو المبرر فصدورنا لا زالت تحمل الصبر والدفع بالتي هي احسن وفي حالة الرد سنقاس باخلاقهم لا باخلاقنا.!
احد حاضري بعض من تلك المواقف كان له موقف مدهش بالتحريش حينما انصرف الخصم فقال ترى الكرامة اهم ويجب ان يقف عند حده .!
قلت ولما لاتقول له ذلك وهو بيننا فقال انا عليه عاتب من زمان .!
حقيقةً تعرضت لمواقف عجيبه كيف تجمعت لاستدراجي بقسوتها ام كانت اختبار لمدى صبري
في الصمت والاكتفاء بكلمات تناسب عقولهم وطيشهم .!
اعلم جيدآ ان هناك من القلوب المليئة بما يكفيها في مواجهة الحياة فلعل لهم من الاعذار ما يبرر قولهم ساعة غضب وان كنت لا اقرهم على التهكم رغم ان غالبهم يحمل تأهيل عال ولكن تبخر الحلم كالملح في الماء.!
تخيلوا حضيت بيوم مفتوح بعيدآ عن الجدل والخصام فذهبت لصديقي لاغير الروتين بساعة نقاء فكأنه ينتظرني ليشكوا لي ماحل به بالأمس من مشاكل بين اخيه وبين جارهم القريب فزاد الطين بله والأمر عله .
صدق من قال: الاحتواء لا يقتصر على ذراعين تضم اثنين بل قد يكون ابتسامة او كلمة طيبة تغير الموقف المشين وتعدل المسار للصواب.!
فعندما تُكسر الخواطر فان ذاك بمثابة ارتكاب خطأ طبي يدمي او يميت ولن يرده او يبرره الاعتذار .!
صحيح اعتذر لي بعضهم والقلوب الكبيره تقبل العفو لكن لا تندمل معها الجراح..!
قرأت زمان معلومة تشير اذا كان
موت الوعي نوم
وموت الجسد وفاة فماذا عن موت الضمير ؟.!
هنا عندما اشير بما سبق لا اتوسل ابدآ شفقة من احد ولكن لنتواصا جميعآ في المجامع والخطب والمساجد والجوامع بأثر البدء بالسلام على بعض والابتسامة المفقودة والكلمة الطيبة كل ذلك صدقة حسب توجيهات ديننا الحنيف واثناء اختلاف وجهات النظر قد يتحول الوفاق الى غضب وبالتالي انفجار المواقف ليتدخل الشيطان بصب العداوات من كل صوب وتبدأ من نقاش صغير الى ضرر كبير .!
العفو والتسامح اسمى خلق والايام تدور لمن اساء او اضمر السوء لالحاق الضرر وستبدي عدالة السماء تصفية الحسابات كالايدي التي اسقطت نبي الله يوسف في البئر حينما امتدت لتطلب منه الصدقة فينتصر المجني عليه فأي ابداع في الانصاف ورد المكايد لاهلها كهذا.!
واخيرآلعل عامنا الجديد عام صفاء ونقاء خاليآ من المكاره والاوجاع وعلم الله ان بعض وساوس الشيطان والتفكير في مآخذهم تأخذنا حتى في صلاتنا لنسجد بعدها سجود السهو ونسأل الله ان لا يؤخذنا بذلك التقصير..!
لله در ذلك الشاعر الذي يقول:
علم طيوفك لا تجيني في الصلاة
يا كم سجدنا من سبايبها سهو
تلعب بي الأفكار من كل أتجاه
العقل والحكمة من الشوق أنتهو
بسمك عظيم الشان سألك يا الآه
تسمح وتعفو كل خلقك ذي اللهو

بقلم:
ابراهيم العسكري.

شاهد أيضاً

الرياض تقرأ

بقلم المستشار أحمد بن علي آل مطيع سررت بالاقبال الكبير .. والتواجد الرحيب والحضور الكمي …

تعليق واحد

  1. يحيى السميري

    لله درك اخي ابراهيم كم انت جميل في طرحك وتسامحك ورسائلك الايجابيه

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com