الديبلوماسية السعودية.. «تعظيم سلام»

 

IMG-20141217-WA0001

الديبلوماسية السعودية.. «تعظيم سلام»

بين يدي بضع أوراق تستحق العبور مع نهاية الأسبوع، إنما تتصدرها الورقة الأهم في اليوم الماضي وهي التي تحمل الانتصار المبهج لديبلوماسية سعودية نحو تعزيز مشروع مفصلي لتعزيز الشرعية في اليمن، وحدة الصف الخليجية العربية تسكت الألسن المعتادة على الثرثرة وتخرجنا كأفراد – في شعوب متألمة – من مربعات الشجب والاستنكار الطويلة تلك التي تعيدنا خطوتين للخلف، فيما أن الواقع يستلزم أن نتسول ولو ربع خطوة للمضي قدماً. المواقف القوية في اللحظات التي لا تحتاج إلا لموقف شهم وشجاع هي ما يتبقى في الذاكرة التاريخية الراصدة والمدونة والحافظة وتستعيدها في ظرف آخر، هذه المواقف المنتظرة – بحق – في عالم لم يعد يعي وينصت لحلول التسوية والوعود وطاولات الحوار المتأخرة جداً، بل يقرأها ضعفاً وجبناً عن المواجهة. عالمنا لم يعد يؤمن سوى بالقوة وحدها، قوة الإرادة في القول والفعل وها نحن نصافحها شيئاً فشيئاً.
أن ينحاز العالم لليمن فذاك يعني قص كثير من الأظافر التي عبثت بما فيه الكفاية بمساحات لا دخل لها فيها، إلا على سبيل فرد العضلات واستثمار الصمت وضرب الإبر من أجل إحياء فتن نائمة واختبار الدول ببالونات صالحة للتخريب والتجييش، في الانحياز أيضاً رسالة خليجية طازجة كان مجلس الأمن هو المكان المناسب والصحيح لعرضها وتقديمها، فيما كانت «اليمن» عنوان الرسالة الحالية بحكم الاختطاف الذي يتعرض له أهلها والمحاولة البائسة لسلب الدولة اليمنية على يد جماعة انقلابية تتلقى التوجيه والدعم والرعاية من ذَنَب يميل حيث الريح مالت، وعزف كثيراً على وتر العاطفة، ولم يدر بخلده للحظة أن ثمة عاصفة من حزم ستضع حداً للميل والعزف المختل، وهي نتيجة حتمية لمشوار من الصبر الطويل.
ما أوجزه بعد قرار مجلس الأمن ودعم الشرعية في اليمن أن الثقيل يظل ثقيلاً، وإن قرئت بعض قرارات هذا الثقيل بشكل عاطفي أو متسرع، ولنا في اعتذار السعودية عن مقعدها في مجلس الأمن تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٣ شرح موجز عن هذا السطر الثقيل أيضاً، السعودية شرحت بهدوء كيف أن الرهان على الدب والعمامة والخائن وأسود الوجه كالرهان على تاجر ممنوعات فهو قادر في أية لحظة على بيعك والتضحية بك، وكأن شيئاً لم يكن.
النصر الخليجي مؤشر اطمئنان موقت، فالمشوار لا يزال طويلاً نحو علاج الجراح، وتفتيت الصراعات التي يسهر الآخرون جراها ويختصموا، واعتزازي ببلدي السعودية هذا الوطن المشبع بالأخضر والأبيض اعتزاز مشروع معتق بحب كبير، وإلى وفدنا الديبلوماسي الراقي: كان كل واحد منكم «أبيض وجه» كما يقول أهلي وأهلكم، وتوحيدكم لربطات العنق باللون الأخضر إشارة لافتة إلى أن للوطن حكاية وأمانة مع العنق «أقسم بالله العظيم.. أن أكون مخلصاً لله، مجاهداً في سبيله، عاملاً بشريعة الإسلام مطيعاً لمليكي، ومدافعاً عن وطني».>

شاهد أيضاً

كلوا وأشربوا في بيوتكم لتجنب التسمم الغذائي

عبدالله سعيد الغامدي قبل أيام أعلنت وزارة الصحة إصابة 15 شخصاً في الرياض بأعراض تسمم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com