((بطوعه غاب نجم التدولة))

بقلم / حسن سلطان المازني

التدولة فن من فنون الموروث العسيري الجميل وله مؤديه فليس كل شخص يعشق الدمة ويؤديها يجيد ((التدولة)) فهي تعتمد على توفر عناصر أساسية ومهمة في المدول من أهمها الحس الفني للايقاع الحركي والخفة والرشاقة وقد اشتهر بهذا الفن العديد من المدولة مثل علي بن صالح ال صالح الالمعي عمدة حسوه سابقاً رحمه الله وابناءه وسحاب وابناء معيض بن شينان الثوعي فقد كان علي بن صالح عليه رحمة الله شاعر دمة وبدوية ((ربخة)) ومدول مجيد فقد كان نجماً من نجوم المحاضر وقد اكتسب أنجاله وانجال أنجاله عنه هذا الفن فأجادوا وابدعوا ايما ابداع ومنهم صالح بن علي وناصر بن علي وغيرهما من أبناءه واحفاده إلا ان صالح ابا عساف اكثرهم خفة ومهارة في مجال التدولة واكتسب ابا عساف على شهرة كبيرة في السراة وتهامة و في الرياض على مدى اكثر من 50 عاما من الأداء المتميز في مجال الدمة وشلة الدمة ففي حركة ايقاع اقدامة بين الصفوف ترتسم لك صورة تفاعلية عجيبة بين الوثوب إلى الاعلى وبين صوت المؤدية وبين الايقاعات الاخرى وبين حركة الجسم فتجتمع كلها في منظومة متحدة تعطيك دلالة على الذوق الرفيع لهذا المدول الجميل الذي تتوحد صفوف الدمة مع حركة اقدامه وجسمه،ابا عساف وبطريقة مفاجئة مجهولة الأسباب يعلن عن اعتزاله ((التدولة)) بعد اكثر من خمسون عاماً من العطاء والإبداع ولعلها القناعة الشخصية التي جعلته يعتزل وابا عساف في قمة النشاط الجسماني ماشاء الله تبارك الرحمن لكن هذه رغبته وان كنا لا نخفي حزننا على غياب تدولته المبهرة والجميلة ومن المؤكد ان المُذيّب فيه ذيابة سينطلقون إلى مراتع الابداع التي عاش فيها سلفهم فكما خلّف علي بن صالح رحمه الله جيل من المدولة فسوف يخلف المبدع صالح علي ابا عساف وأخوته ايضاً جيلاً من المبدعين في تدولة الدمة ، دمة الحرب والحماس …ابا عساف ونحن نودع تدولتك بين صفوف موروث الدمة الأصيل لا يسعنا كمتابعين ومتذوقين إلا ان نرفع لك جزيل الشكر والامتنان على ما قدمته من عطاء كبير خلال اكثر من نصف قرن لهذا الموروث العسيري الأصيل بكل إخلاص نسأل الله لك حياة سعيدة والله يحفظك .