تلك أيام مضت ولن تعود الله يسقي على عيني

بقلم/ إبراهيم العسكري

عفوآ .سأكتب بلهجة قريتي واعتذر لمن لم يفهم ايآ من المصطلحات التي فضلتها هناء.

برهت غدية امس بعد الفجر من ابها صعودآ لقريتي الرهوة العاصمية بربيعة ورفيده التي كانت تحتضن مئات الناس واضعافهم من الثروات الحيوانية المساعدة لهم بانواعها .

للاسف في القرية لم اجد الا كلبآ ينبح باتجاهي ولا ادري هو يرحب ام يستنكر ويشجب وجودي المفاجيء.

دخلت حوش بيتنا الاول فوجد بستين تتشمس في قرنة ام حصير.!

تلفت يمنة ويسرة فرأيت البيوت وكأنها تبكي وتشكي.!

وقلت الله الله ما أقسانا عليش يابيوتنا ويا فخرنا ويا عزنا بيوتنا القروية التي تربينا وعشنا في اكنافها واحضانها ومزارعنا ومواشينا التي كنا نقتات خيراتها .!

صحت بلا خجل اعذرينا يابيوت الاجداد والآباء

اعذرينا يا تراب البلاد

واعذرينا يا انعامنا من رب العباد.

اعذرونا جميعآ ان انكرنا او تنكرنا جميل قد نلناه منكم وخير وفير استطعمناه منكم وفيكم .!

بيتنا

قسم بالله ما نسيت فيك خبزة أمي ولاقهوة ولا شاهي

ولا رُزُ ولا لحمه.

ولا يدام تماطيس مع كشنه.

اذكر هناك كانت

خبزة جدي معزولة

فلا حينِ يتخطاها ويتعدى .

ام صلل مليان حمرة جمر قرض مع سمره

واحيان طلحِ مع عرعر.

بيال ام صلل دلةٍ صفراء وبراد يفوح ورافع العروه.

وفوق الصلل فناجين البن والشاهي

و يقترب منها مطرح مليان باقراص مع كسرة شعير مخلوطه البلسن .

وبجوارنا مهراسِ وقهوة مع احواجه

اعدوها لهم وللوافد.

وبخورٍ مخلط مع جاوي وريحته تستشرق.!

 

وفي ام غره.

اشوف الاتريك معلوق حشيناه بقاز وفتايله محصوره ومعدوده.

منا وفوق سياع به الاغراض معلوقه.

وعلى ام دبب فانوس جهزنا فوقه الكبريت .

 

وفي املهب جوحلٍ للماء زلال لطلابه

ومطليآ بقطرانِ

وعتمٍ ينعش الخاطر

وقدامه قدرٍ يفور وبرمه وبرادٍ برى حاله

وفي امرِيّل بقايا خبز وقشاطه لمن يلحق.

قسم بالله ما اخجل ولا ابكى مثل دمعي على اهلي وجيراني بقريتنا وساحتنا ومسجدنا وماحوله.

صدى صوتهم يبقى ويتجدد ويتمدد

رحمتك يارب للسابق وللقادم بها نحضى

ونترجى العفو منك في الزلة وفي الغفلة.

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

تعليق واحد

  1. لا تطرُق ِالبابَ.. تَدري أنَّهُم رَحَلوا
    خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ، أيُّها الرَّجلُ !

    أدري سَتذهَبُ..تَستَقصي نَوافِذَهُم
    كما دأبتَ، وتسعى حَيثُما دَخلوا

    تُراقِبُ الزَّاد..هَل نامُوا وَما أكلوا؟
    وَتطُفيءُ النُّورَ..لو..لو مَرَّة ًفعَلوا

    وفيكَ ألفُ ابتهال ٍلو نَسوهُ لكي
    بهم عيونُكَ قبلَ النَّوم ِتَكتَحِلُ!

    لا تطرُق ِالبابَ..كانوا حينَ تَطرُقها
    لا يَنزلونَ إليها .. كنتَ تَنفعلُ

    وَيَضحَكون.. وقد تَقسو فتَشتمُهُم
    وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوى، جَذِلُ!

    حتى إذا فتَحوها، والتقَـيتَ بِهم
    كادَتْ عيونكَ، فرْط َالحُبِّ، تَنهَمِلُ!

    ***

    لا تطرُق ِالبابَ.. مِن يَومَينِ تَطرُقُها
    لكنَّهُم يا،غَزيرَ الشَّيبِ، ما نزَلوا!

    ستُبصِرُ الغُرَفَ البَكماءَ مُطفأة ً
    أضواؤها .. وبَقاياهُم بها هَمَلُ

    قمصانُهُم.. كتبٌ في الرَّفِّ..أشرِطة ٌ
    على الأسِرَّةِ، عافوها وما سَألوا

    كانتْ أعزَّ عليهم مِن نَواظِرِهم
    وَها عليها سُروبُ النَّملِ تَنتقِلُ!

    وسَوفَ تلقى لُقىً، كم شاكسوكَ لِكي
    تبقى لهُم .. ثمَّ عافوهُنَّ وارتَحَلوا! الشاعر العراقي المبدع ( عبد الرزاق عبد الواحد )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com