بقلم/ منصور العلي
لم يعد دور المدرب في العصر الحالي مقتصرًا على تقديم المعلومات أو شرح المفاهيم. لقد أصبح المدرب اليوم قائداً للتغيير، يسعى إلى تمكين الأفراد وتطوير قدراتهم ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات بيئة العمل المتغيرة باستمرار.
في عصر التغيير السريع، يحتاج المدرب إلى أن يكون ملهمًا. القدرة على إلهام المتدربين ليست مهارة عادية، بل هي جوهر عمل المدرب الذي يسعى لإشعال الحماس داخل كل متدرب ليحقق أهدافه الشخصية والمهنية. هذا الدور الجديد يتطلب من المدرب أن يمتلك رؤية واضحة وقدرة على التواصل بفعالية مع المتدربين من خلفيات وأجيال مختلفة.
من التحديات التي يواجهها المدربون اليوم التعامل مع احتياجات الأجيال المختلفة. على سبيل المثال، يتميز جيل الألفية والجيل الجديد بتفضيلهم للتكنولوجيا واستخدام أدوات حديثة تسهّل الوصول إلى المعلومات. هذا الجيل يفضل المحتوى التفاعلي والديناميكي الذي يتيح لهم التعلم بسرعة وبمرونة. المدرب الفعّال هو الذي يستطيع فهم هذه التوقعات وتكييف أساليبه التدريبية لتلبية احتياجاتهم بأسلوب يواكب تطلعاتهم.
كما أن الذكاء العاطفي أصبح أحد أبرز المهارات التي يجب أن يتحلى بها المدرب. من خلال فهم مشاعر المتدربين وبناء علاقة ثقة معهم، يمكن للمدرب أن يخلق بيئة تعليمية داعمة تحفز المتدربين على تقديم أفضل ما لديهم. الذكاء العاطفي يساعد أيضًا المدرب على التعامل مع التحديات الشخصية التي قد تواجه المتدربين أثناء عملية التعلم.
في النهاية، المدرب في هذا العصر لم يعد مجرد ناقل للمعرفة، بل هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها الأفراد لتطوير إمكانياتهم والتكيف مع تغيرات السوق والعمل. إن دور المدرب يتطلب التزامًا عميقًا بتقديم الدعم، وإلهام الأفراد، ومساعدتهم على اكتشاف إمكانياتهم الكاملة. وبذلك، يكون المدرب جزءًا أساسيًا من نجاح الأفراد والمؤسسات على حد سواء.