بقلم :
د. علي بن سعيد آل غائب
بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، عادت بي الذاكرة لصفات عظيمة كان يتحلى بها في حياته رحمه الله تعالى ، ففي كل مرحلة من مراحل حياتي وفي كل محطة من محطاتها وكل ماتقادم بي العمر ادركت ان ابي رحمه الله كان عظيماً باخلاقة ، عظيماً بنصائحه ، عظيماً بتوجيهاته ، عظيماً بتجاربه ، عظيماً بامانته ،
عظيماً بتواضعه ، عظيماً ببره لوالديه ، عظيماً بتوكله على الله في كل شأن من شؤون حياته ، عظيماً بتربيته لأبنائه ، عظيماً بقربه من الله ، متوجاً حياته رحمه الله إماماً وخطيباً اكثر من سبعين عام حريصاً على ختم القرآن الكريم ثلاث مرات في الشهر على الأقل .،
وقد ثبت لي ايضاً بعد رحيله انني فقدت مدرسة حقيقية ناجحة ونقيّة كنت انهل من خبراتها الواسعة واشرب من معينها العذب واستقي من فطرتها السليمة واستنير بتوجيهاتها السديدة والتجي بعد الله لها في شدائد الامور وفي رخائها ، كما ادركت بعد رحيله رحمه الله ومن خلال ارهاصات الحياة أن ابي كما الآباء الصالحين هم مدرسة عظيمة لابنائهم لاتعوض وكنز لايفنى حتى بعد مماتهم ، وان الفطرة السليمة وتجارب الحياة ، والحرص على مصلحة الابناء يجعل الآباء الصالحين مثالاً يُحتذى لابنائهم وكنزاً عظيماً لهم لايفنى ، وهم في حياتهم قدوة وفرصة عظيمة للابناء للأخذ بنصائحهم والعمل بتوجيهاتهم ثم بعد رحيلهم يبقون احياء لاتنساهم الذاكرة فهم اقرب الاقربين لأبنائهم وانصح الناصحين لهم لاسيما ان الأب هو الوحيد الذي يتمنى ان يكون ابنائه افضل وانجح منه في كل مناحي الحياة ،
– وتاسيساً على ماسبق اسدي النصيحة الخالصة للابناء اللذين لازالوا ينعمون بوجود ابائهم أن يحرصوا على ملازمتهم والانصات لنصائحهم
والاستفادة من خبراتهم والعمل بتوجيهاتهم ، فإن ذلك من اعمال البر بهم وكذلك الفلاح والصلاح في طاعتهم
وثقوا بالله ان ذلك سيؤثر على حياتكم سلباً او ايجاباً ، وانهم يوم من الايام سيرحلون ، وسيقى لكم من بعدهم نعمة البر بهم في حياتهم واجر الدعاء لهم بعد رحيلهم ، ومن برّ في ابائه برّه ابناؤه ومن سنّ سنّة حسنه فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامه .،،
نسأل الله مخلصين ان يرحم ابائنا وأن يرزقنا برّهم احياءاً وامواتا ، وان يجمعنا بهم في الفردوس الاعلى من الجنّة انه ولي ذلك والقادر عليه .،،،