انقطاع الكهرباء …

بقلم الكاتب / زارب بن علي آل معدي 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد ؛

لقد عرف الإنسان الكهرباء منذ آلاف السنين، ولكنها آنذاك لم تكن معروفة كما هي عليه اليوم ، فقد أصبحت الكهرباء منذ أواخر القرن التاسع عشر من الأدوات التي لا يمكن للبشر الاستغناء عنها أبدًا، فقد دخلت الكهرباء في جميع مفاصل الحياة بدءًا من المنزل الصغير الموجود في بادية بعيدة إلى ناطحة السحاب المنتصبة وسط أعظم المدن، ومن أصغر محل تجاري أو مصنع إلى الشركات العملاقة الضخمة، وقد استطاعت الكهرباء أن تحوّل الليالي المظلمة إلى شبه النهار وهذه نِعمة من الله تعالى ، فزادت من وقت العمل والأُنس ، وأصبحت بمثابة جيشاً أمنياً مهماً حينما يحل الظلام الدامس ، يوفر للمجتمع راحة وطمأنينة كبيرة ذات ضرورة قصوى ، فالإضاءة وكاميرات المراقبة والأجهزة المختلفة لضرورة حياة الإنسان في منزله أو عمله ، أو بالشارع أو بالمشافي الصحية ، أو ماكان من مستلزمات الإنسان وأمانه ، كلها أو جُلّها تتغذى من الكهرباء ، وحينما تنقطع الكهرباء في هذا العصر المعتمد على تيارها ، فقد بُتر شريان من شرايين الحياة المهمة ، وتعطل الشئ الكثير في سير عجلة الحياة ، وقد كان لإنقطاع الكهرباء مساء أول أمس في المنطقة الجنوبية ، عِبرة ودروس ، تلقاها المجتمع والمسئول ، في خلال ساعات بسيطة ، مفادها الأول شُكر نعمة الكهرباء ، التي غفلنا عنها حتى عرفنا قيمتها حينما فُقدت سويعات ، وكذلك الايمان بجهود منسوبي شركة الكهرباء الجبّارة بشكل عام ، وفي المنطقة الجنوبية بشكل خاص خصوصاً لصعوبة تضاريس هذه المنطقة ومساحتها الهائله ، إلا أن المسئول والمجتمع لايغفر لهم سبب انقطاع التيار بهذا الشكل ، وكحد علمي هناك لجان على مستوى عالي لدراسة المشكلة والأسباب ، كما يراه المسئولين والمختصين بالكهرباء والطاقة والبحث لها عن الحلول المناسبة .

كما ان الأمر يتطلب من بقية المجتمع وبعض مسئولي المرافق الحيوية والاجتماعيه وبالقطاع الخاص ، مثل بعض افرع البنوك والصرافات والمطاعم ومحطات الوقود ومحطات ابراج الاتصالات والانترنت والاسواق التجاريه وماشابهها ، باالتعاون والاستعداد التام لجاهزية البديل المناسب من الكهرباء فوراً ، لما لذلك من ضرورة وأهمية لاستمرار عجلة الحياة وأمنياً قبل كل شي ، ومن ثم حفظاً للممتلكات العامة والخاصة لأفراد المجتمع على حد سواء ، ولنا أن نفخر بدرجة الأمن ووعي المواطن السعودي أثناء انقطاع التيار وتغطية الظلام للمباني والشوارع والمصارف وغيرها لساعات طوال ، ولم يكن هناك ولله الحمد مايقلق المجتمع من السرقات والسطو خلال كل هذه الساعات بخلاف مايحصل في بعض البلدان المتقدمة في ثواني عند حصول مثل هذه الأزمات ! كما أن الأماكن المهمة جداً والحساسة مثل المستشفيات والمرافق الحكوميه كانت ولله الحمد في أتم الإهبة والاستعداد لمثل هذه الطوارئ ، فيما يخدم ويمس الضروريات كالمستشفيات والجهات الحكومية الرسمية التي كانت بأتم الاستعداد بالبديل المناسب وفقهم الله ، ولم تتأثر بالانقطاع ، وذلك من درجات ادراك المسئولية التي على عاتق مسئوليها ، فالشكر لهم ، كذلك من الدروس المستفادة ان كشف لنا انقطاع التيار الكهربائي عن وجود شيئاً من الإهمال لدي الكثير من افراد المجتمع عن سوء درجة استعداده الشخصي لمثل هذه الظروف المفاجئة ، فالنعم لاتدوم ، واخذ الحيطة مطلب ، والتعاون والاستعداد مطلب الجميع ، وعلى العموم هناك دروس مستفادة لايتسع لها المقال من هذا القَدر المكتوب ، قد يستنتجها كل ( مسئول جيّد ) فيما يخصه ، وكذلك كل مواطن واعي ، ونأمل ان نكون جميعاً قد استفدنا من حصر السلبيات وتلافيها مستقبلاً ، ولعل شركة الكهرباء تجد الحلول الجذرية ولايكفي ان تعتذر عن هذا الخلل ، واصلاحه في ساعات محدودة بقدر ما استطاعوا من الوقت ، وبمتابعة من الوزراء والأمراء والمدراء بلاشك ، فنحن نحتاج لمزيد من جهودهم المبذولة ونحن نحُسن الظن بهم ، وإلتماس العذر لهم ، وحرصهم على مايرضي المجتمع ، متمنياً لهم التوفيق والنجاح مستقبلاً دون أزمات ، ونحن جسداً واحداً متماسكاً نتعاون ونُقدر مثل ذلك ، والكمال لوجه الله ان حصل أمر ما ، والحياة دروس ، فهل يستفيد الجميع؟ والشكر لله ثم لدعم حكومتنا الرشيدة وحرصها على راحة ورفاهية المجتمع ، والله أسأل ان يحفظ هذا الوطن وولاة أمره ومجتمعه من كل سوء ويديم علينا جميعاً نعمته والله ولي التوفيق .

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com