الطاقة الكذابة : حينما يخدعنا الحماس المؤقت

بقلم – أزهار بنت أحمد :

في حياتنا اليومية، نمر بلحظات نشعر فيها بانفجار من النشاط والحماس، نقرر خلالها تغيير حياتنا، بدء مشروع جديد، أو الالتزام بعادة صحية. لكن ما يلبث هذا الحماس أن يتبخر، ونعود لنقطة البداية وكأن شيئًا لم يكن. هذه الظاهرة تُعرف شعبيًا باسم “الطاقة الكذابة”.
ما هي الطاقة الكذابة؟
هي شعور مؤقت بالنشاط أو الحافز، غالبًا ما يكون نتيجة لمؤثر خارجي مثل كلام تحفيزي، مشروب منشط، أو حتى ضغط اجتماعي. يندفع الإنسان في لحظة نشوة، لكنه لا يملك الأساس الداخلي أو التخطيط الكافي ليستمر.
أمثلة واقعية:
– شخص يشاهد مقطعًا تحفيزيًا عن النجاح، ويقرر أن يستيقظ كل يوم الساعة الخامسة صباحًا… لكنه لا يصمد أكثر من يومين.
– آخر يشرب مشروبًا غنيًا بالكافيين ليبدأ الدراسة، فيشعر بنشاط لحظي، ثم يعاني من التعب وعدم التركيز لاحقًا.
الفرق بين الطاقة الحقيقية والطاقة الكذابة:
الطاقة الحقيقية تنبع من الداخل: من وضوح الهدف، الإصرار، والتخطيط الواقعي. أما الطاقة الكذابة، فهي مثل شرارة تلمع فجأة وتخبو سريعًا.
الطاقة الحقيقية الطاقة الكذابة
نابعة من دوافع داخلية نتيجة لمؤثر خارجي
مستمرة وتدعم التغيير الحقيقي مؤقتة وسريعة الزوال
تُبنى على الوعي والتخطيط تعتمد على المزاج أو الانفعال

كيف نتجنب الوقوع في فخ الطاقة الكذابة؟
1. التدرج: لا تبدأ بعادات كبيرة دفعة واحدة، بل بالتدريج.
2. الواقعية: حدّد أهدافًا قابلة للتحقيق.
3. التحفيز الذاتي: اربط حماسك بقيمك لا بكلمات الآخرين فقط.
4. التقييم المستمر: راقب تقدمك وقوّم أداءك باستمرار.

في الختام
الطاقة الكذابة ليست دائمًا سلبية؛ قد تكون الشرارة الأولى التي نحتاجها للانطلاق. لكن علينا أن نُدرك أنها لا تكفي وحدها، وأن النجاح والاستمرارية يتطلبان وقودًا أعمق وأثبت: الالتزام، الصبر، والتخطيط

شاهد أيضاً

فمن تطوع خيرا..

بقلم د/ عوض بن صليم القحطاني في يوم 5 ديسمبر يوافق اليوم العالمي للتطوع.. فاحببت …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com