
✍️ بقلم الكاتب:لاحق بن عبدالله : أبها
يقول أحد المأذونين: من أغرب ما شهدته في قصص الزواج أن كثيرًا من المخطوبين يعيشون خلال الخطوبة حياةً مثالية، يغلب عليها التصنّع والمجاملة،كأنهما عاشقان في رواية.
يحرص كل طرف على إخفاء عيوبه، ويتعمّد إظهار أحسن ما عنده،خوفًا من أن يُرفض أو يُنتقد.
ولكن ما إن يتم عقد الزواج، ويبدأ التعايش الحقيقي، حتى تسقط الأقنعة، وتنقشع سحب المجاملة، وتنكشف الطباع على حقيقتها ، فيصطدم كل طرف بجانبٍ لم يتوقعه في الآخر.
وما بين خيبة الأمل وسوء الفهم، تبدأ شرارة الخلاف، وقد لا تهدأ إلا بالفراق.
لقد أدركتُ و بعد ما قرأت ُ كلام هذا المأذون أن طول فترة الخطوبة وكثرة المحادثات الحالمة لا تعنيان توافقًا حقيقيًا، بل ربما تؤديان إلى بناء علاقة قائمةً على “الانطباع”، لا على “الواقع” .
ففترة الخطوبة ليست ميدانًا لتمثيل المثالية، بل فرصة لاكتشاف القيم، ومعرفة الخُلق والدين، بعيدًا عن التكلّف الزائف.
إن البعض يظن أن الحب وحده كافٍ لنجاح الزواج وهذا وهمٌ كبير.
الزواج لا يقوم على العاطفة المؤقتة، بل على أُسس راسخة، عبّر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ،إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) حسنه الألباني في “صحيح الترمذي”
وقال الحسن البصري رحمه الله، حين سُئل: “ قد خطب ابنتي جماعة،فمن أزوجها؟”
فأجاب: “زوّجها من يتق الله، فإن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.”
فيا أيها المقبلون على الزواج: لا تنخدعوا بمظاهر الخطوبة المصطنعة، ولا ترفعوا سقف التوقعات، ولا تتبادلوا الوعود فوق الخيال ،كونوا صادقين، واضحين، حقيقيين.
فذلك أنفع لقلوبكم، وأبقى لمودّتكم، وأحكم لبناء أسرة متماسكة.فما أجمل الوضوح، وما أقبح الوجوه المستعارة في أي علاقة كانت .
عسير صحيفة عسير الإلكترونية