
بقلم: ابراهيم العسكري
كثيرآ منا يتعرض في حياته لبعض المواقف المحرجة او تلك التي تدفعه الى المجاملة بعمل شيء ما لم يكن دافعه الا تمرير ضغوط قد تكون غير مبنية على صواب .!
يحضرني موقف تلك الخشبة المسكينة التي عاشت ربما عقود ثم قُطعت اربآ وفرقت اجزاءآ لتخدم في شؤون حياة الناس .!
صبرت تلك الخشبة في كل المراحل بصمت فيما ينفع الناس لكنها تأذت اخيرآ حينما ترى فرعها بيد النجار وهو يضربها بالمسمار دون رأفة او رحمة لمشاعرها حتى اشتكت للمسار بانه جرحها جروحآ غائرة الأثر فاجابها المسمار لو كنتٍ تعلمين اثر الضرب المتتالي برأسي لعذرتيني ياعزيزتي الغالية فرغم الالم احتضنتيني او كما قال المسمار المغلوب على امره .!
اعود لاقول تواجه حياتنا أمور وتعاملات يكون فيها عامل المجاملة بما يفوق عامل الرغبة الذاتية الاكيدة .!
لعلي هنا اطرح مثال واحد فقط من مئات الأمثلة التي يدفعها في الغالب سيف الحياء وليس برضى النفس وهواها.!
الجمعيات الخيرية وغير الربحية في مملكتنا الحبيبة بشتى انواعها جمعيات خدمية وتحت مضلات حكومية ترعى شؤونها وتشرف على مشاريعها الخدمية ولها سياسات تُشرع لها الشراكات مع جهات اخرى تساهم في دخلها ونتاج مشاريعها وكلما اتسعت شراكاتها اتسع نتاجها في نجاح المشاريع المناطة بها.!
بعض الجمعيات للاسف تركز على طلب الدعم من المجتع المحيط بها حتى وان كان ذلك المجتع يعيش على الكفاف والتعفف بما لا يسمن ولا يغني من جوع.!
بحكم انني اعمل تطوعآ في عضوية احدى الجمعيات المميزة وكنت محظوظآ بمشاركتي في تأسيس وعضوية جمعيات اخرى فتواصلت مع صديق غال وقد عُين عضوآ في جمعية ناشئة حوالينا وهو في مركز قيادي مؤثر وعرضت علية مبادرة العون او زيارة جمعيتنا للاستفادة من تميزها وطريقة التعامل مع جهات الشراكات الداعمة لمشاريع جمعيتهم الناشئة بسخاء بدلآ من احراج المجتع المحيط والذي غالبة كما اسلفت بالكاد يمشي اموره على حد الكفاف.!
فاوضح لي مشكورآ ان مجلس ادارتهم وضعوا خططآ لبداية العمل بشراكات ستخدم الجمعية واقسم لي اننا في حرج فيما اُثير خارج جمعيتهم بغير رضاهم في مسألة دعم جمعيتهم بدءآ بالتبرع من المجتمع المحيط بالجمعية
رغم الضروف القاسية التي لا تخفى على الكثير.!
ادركت جواب عضو مجلس تلك الجمعية عنه وعن زملائه كان الله في عوننا وعونهم ووصلت رسالته واضحة فعلمت واكتفيت معه بما دار من نقاش سريع .!
اعود لأخواني واحبابي الداعمين بمئة ريال او مئتين او ثلاثمائة ريال او اكثر او اقل للجمعية لاقول لكم جميعآ شكرآ من الاعماق لا حرمكم الله الاجر والثواب واجزل لكم العطاء وزادكم ربي من واسع الفضل فليس غريب عليكم المد والعطاء بما تجود به الاجواد امثالكم يا عصابة الرأس.!
فيما يلي لا اقصد احد بعينة ولكن لا يفوتني ان اهمس في اذن من يحسب انه يحسن صنعآ حينما يستجدي الدعم للجمعيات او احداهن بالحاح مستمر او لمشروعات متعددة لأذكره ان هناك من يجد الفائض في قوته وماله او ربما دافع الزكاة للمال والعقار والتجارة فيدعم ويؤجر ويشكر وبالمقابل هناك من لا يكفيه راتبه لشؤون اسرته وقد دفعه سيف الحياء باستقطاع بعض قوت اسرته للدعم ليساهم مع مجتمعه فليس بقاصر عن ربعه مهما كلفه الامر حتى لو اقترض قرض حسن فقد يكون المستجدي اقرب الى الضرر من النفع .!
وعلم الله انني علمت ممن راتبه التقاعدي لم يصل لثلاثة الاف ريال ولديه اسرة وقد تبرع بما جاد حياءآ ولمبدأ عدم التقصير مع الجماعة.!
كما جمعي موقف آخر بمجموعة احدهم يقول ان اخيه عاتبه ان يدعم احدى الجمعيات في حين هم بصدد جمع ايجار بيت امهم الذي لم يكتمل بعد!
وليعلم الجميع ان بعض الشراكات مع منشآت ومؤسسات لمد الجمعيات التي تتاكد فيها المصداقية يكون دعمها اضعاف اضعاف ما اُستُجدي به ويستدر به العطف من ميسوري الحال او حتى البسطاء فليست الجمعيات بحاجة للتسويق بالدعم المجتمعي المحدود اكثر من حاجتها للشراكات
مع شركات ذات قوى امدادية متواصلة برؤية تكامل لقاء شراكة تستفيد منها حتى الجهات الداعة وتشرف على الانشطة والانجازات بتقارير دورية محوكمة .
واخيرآ اقول وبالله العون ان قُرِعَ احدهم بما ذكرت فربما انه اساء فهمي او انه مؤدلج او اصيب في مقتل اشبه بتلك الخشبة التي ينتهي بها المطاف فتحترق لتدفئتنا.!
ومضة:
يقول بعض اهل العلم
(ما اُخذ بسيف الحياء فهو حرام)
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
في الصميم يابو احمد لاجف قلمك