الكاتبة:هياء هديب الشهراني
عشت اليوم زمنين متشابهين في الشعور؛ لكنهما مختلفان في المضمون! فمع نسمات صباح الفجر الباكر تأهبتُ للذهاب إلى المدرسة، وبيدي بعض (الشكولا)، وضعتها على بطاقات مكتوب عليها عبارات وحكم صينية مترجمة للعربية، وهي مزدانةٌ بصور ورسومات صينية أيضًا.
وعند قدومي رأيت المعلمات والإداريات يتجهزن للقاءِ معلمة اللغة الصينية بكل حماس، وألفيتُ كلَّ واحدةٍ منهنَّ تشير على صاحبتها بعبارات قد حفظتها للترحيب بها، وسمعتُ إحداهن تقول: لا بأس علينا من البداية بالسلام، فلنسمعها تحيتنا!
شعرت وكأن الزمن يعاود أدراجه بي لسنوات عده، لم يكن فيها مدارس ولا معلمون، كأنما عاودني شعور قديم؛ إنه شعور آبائنا وأجدادنا عندما شيدت المدارس، وبدأوا مسيرتهم التعليمية؛ ولعل شعوري عندما رأيت معلمة اللغة الصينية وهي تنضم لفريقنا أشبه ما يكون بشعورهم آنذاك!!
ما نراه اليوم جديدًا سيصبح مجرد ذكرى للأجيال القادمة، ذكرى يسترجعون أحداثها، ويشعرون بالحنين إلى الماضي وهم يتحدثون عنها.
الجميع في ذهول وفرحة ودهشه وحماس لاستقبال تلك المعلمة، وعندما قَدِمَتْ علا هتاف الطالبات: «… المعلمة الصينية قدمت، المعلمة الصينية قدمت..».
بدت وهي تتلفت يمينًا ويسارًا، يعلو وجهها الفرحة بحفاوة الاستقبال، ولا أخفيكم: كانت هي أيضًا مضطربة المشاعر، فهي غريبة عن المكان! أما انا فكنت في أشد ما يكون المرء عليه من الدهشة، كنت مدهوشةً من دهشة الطالبات؛ فعندما ألقت عليهنَّ التحية: «ني هاو» رحن يرددن معها: «ني هاو، ني هاو»، وكنَّ في سعادة غامرة!
لم تكن الفرحة مرتهنةً بالطالبات دون سواهنّ؛ وإنما سرت الفرحة إلى الجميع، وشملت الإدارة
والمعلمات. أخذت مديرة المدرسة مكبّر الصوت، ومَضَتْ تهنئ الطالبات بقدوم المعلمة، والفرحة في عينيها تسبق كلماتها.
ما هذا الشي العجيب!!! لم يدر في خلدنا ذات يوم أن في يكون وسعنا تَعَلُّم اللغة الصينية، وممن نتعلمها؟ من الصينين أنفسهم؟ منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع المثل «اطلب العلم ولو في الصين»، وها قد أصبح المثل حقيقةً؛ على أنّ الصين – نفسها – قد أصبحت على قاب قوسين منَّا أو أدني!
لقد جعلت حكومتنا كلَّ مستحيل حقيقةً، والحق أقول: لا مستحيل في قاموسنا؛ فنحن شعب نحلم ونحقق، لنا رؤية غرسناها في قلوبنا، وها هي قد أزهرت، وأينعت، وطاولت القمم، وراحت تؤتي ثمارها الثريّة.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
عزيزتي هيا، مقالكِ رائعٌ حقًا! قرأته مراتٍ عديدة اليوم، وفي كل مرةٍ أقرأه، أشعرُ به كأنه المرة الأولى! أرسلتُ مقالكِ إلى عائلتي وأصدقائي في الصين، وقد تأثروا به أيضًا، ويشعرون بفخرٍ كبيرٍ بلقائكِ في هذه المدرسة! حتى أساتذتي الصينيون الذين رافقوني إلى السعودية يحسدونني على روعةِ لغتكِ! مع أننا التقينا للتو، إلا أنكِ دافئةٌ ووديةٌ للغاية، كعائلتي، وقد ساعدتني كثيرًا. قبل مجيئي إلى هنا، كنتُ أعتقد أن السعودية بلدٌ غامض، وكنتُ متشوقةً لمعرفة المزيد عن ثقافتكِ. عندما قرأتُ مقالكِ، وجدتُ كلماتِه ولغته آسرةً للغاية. مع أننا ما زلنا بحاجةٍ إلى استخدام تطبيقات الترجمة للتواصل، إلا أنني ما زلتُ أشعرُ بقوةِ تأثيرها! كما ذكرتِ في مقالكِ، شعبُكِ أناسٌ يحلمون ويحققون أحلامهم بشجاعة، وهذا يُلهمني بشدة! “اطلبوا العلم ولو من بعيدٍ كالصين” مثلٌ عربيٌّ آخر أحبه كثيرًا. لعلّ هذا هو اللقاء الثقافي الذي يتجاوز الجبال والبحار، وهو ما لطالما حلمتُ به! شكرًا لكِ مجددًا يا عزيزتي هيا، وبارك الله فيكِ!
亲爱的Haya,你写的文章是如此优美,我今天阅读了它很多很多次,每次读都像第一次一样感动!我把你写的文章发送给我中国的家人和朋友看,他们也同样受到感动,并且觉得我很幸运来到这个学校认识你们!包括和我一起来到沙特阿拉伯的中文老师,他们也很羡慕我,因为你们真的太好了!虽然我们才刚认识,但你们像我的家人一样,如此热心,如此友好,给了我莫大的帮助。来这里之前,我觉得沙特是一个很神秘的国家,我很想了解你们的文化。尤其当我阅读了你的文章,我发现文字和语言是如此有魅力,即使我们现在还需要通过翻译软件来跟彼此沟通,但我依然感受到了文字背后的力量!就像你文章里说的那样,你们的民族是一个拥有梦想并且勇敢将它实现的民族,我也受到很大鼓舞!“求知哪怕远在中国”也是我非常喜欢的一句阿拉伯谚语。也许这就是跨越山海的文化相遇,这也是我一直以来梦寐以求的!再次感谢你,亲爱的Haya ,愿安拉保佑你!
بعد التحيه والسلام ….
بارك الله فيك اختي هيا …لعلك سطرتي بعض مايدور في خلدي…والتعلم من المتحدثبن الأصليين يعطي قوه للغه ..كوني معلمه للغه الانجليزيه..ويسبغ علينا وضع وأجواء مختلفه .
نحن قوم لانعرف المستحيل ..إلى الأمام.
اختك ..نوال