ما تريده المرأة غير الحب..!!
مسألة الحب الأسطوري الذي تبحث عنه الكثيرات، من بنات حواء بات نادراً ، بل معدوماً ، والتي يئست من نكوث الرجل بكل تعهداته . التي يُقال أنه قطعها على نفسه يوماً ما ، المرأة تبحث الآن عن الوفاء والإخلاص ، أو أحدهما ــ على الأقل ــ لا تريد أكثر من ذلك ، ومع هذا أصبح الوفاء والإخلاص أيضاً عملة نادرة ، في هذا العصر التقني الطاغي ، فالتقنيات ساعدت الرجل على الهبوط إلى أعماق التنصل. عن كل ما قطعه للمرأة بالأمس ، فلم تلبث المرأة أن أصابها القنوط واعتراها اليأس! لكن الكثيرات لم يتعلمن الدرس جيداً . فأصبحن حبيسات الماضي والذكريات ، ولم ينسين تجاربهن مع فصيلة الذكور الرجال. فبتن في سهاد والناس نيام. يصارعن ألم الصدمات المتلاحقة . المرأة ــ في نظري ــ تريد رجلاً يشبه الفيل، ليس لأجل ضخامته ، بل لأجل وفاءه ، ذلك الحيوان الضخم هو أكثر الحيوانات وفاءً على الأرض ، والفيل لا يبدل الأنثى التي اختارها. ولا يلتفت لغيرها ، مهما حصل منها ، تصوروا زوجين يخلص أحدهما للآخر مدى العمر ، فأي قيمة لمثل هذا الإخلاص. الشبه منقرض في عصرنا هذا ؟ يقال أن إخلاص الصوفيين حقيقي ، إنهم من الطراز الأول ، كهذا سمعت عنهم ، وقرأت أيضاً ، لأنهم يدركون ضعفهم ويعزمون على الصمود ، وحتى لا أظلم بني جلدتي من الرجال ، فهناك منهم سادة في الوفاء . رجال أوفياء كأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام ، هؤلاء الرجال جميلين في تعففهم ، كبار في عواطفهم ، إنهم يشبهون النسور. يسكنون القمم ، فالنسر أيضاً هو طائر يكتفي بأنثى واحدة ، ويبقى مخلصاً لها طول عمره ، منتهى السمو أن يكون الرجل وفياً لامرأة واحدة طوال عمره ، والمرأة قد تتنازل عن الحب رغم أنه كالأنفاس في صدرها ، إذا وجدت الوفاء والإخلاص من شريك حياتها ، وكأن لفظ “شريك” دليل على الشراكة بين الرجل والمرأة في كل شيء ، فالشراكة ليست في السرير فقط ؛ بل في المشاعر والوفاء والإخلاص ، وهذا ما يبحثن عنه في اعتقادي معاشر النساء في كل زمان ومكان ، إنها صفات الأتقياء النبلاء ، وهي دعوة للحائرين الراكضين في متاهات من حزن وضياع ، أن يتعلموا الإخلاص والوفاء من النسور , لتعود الحياة في قلوب بنات حواء وتعم السعادة في بيوتهن البائسة .
>