
بقلم/ شهد القحطاني
أحياناً يصل الإنسان إلى مرحلة يشعر فيها أن الرحيل خلاص وأن الابتعاد هو الخيار الوحيد الذي بقي له لكنه في اللحظة ذاتها يكتشف أنه لا يعرف أي طريق يسلك. يقولها بصدق: “ودي أرحل بس ما أدل الطريق”… ليس عجزاً عن الحركة بل عجزاً عن إيجاد الطريق الذي يؤدي إلى راحة القلب.
يشبه هذا الشعور إنساناً تاهت خطواته قبل أن تتوه الطرق من حوله يريد الخلاص يريد بداية جديدة يريد أن يبتعد عن كل ما أثقله لكنه يقف في منتصف المسافة بينه وبين نفسه يهم بالخطوة الأولى ثم يعود لأن شيئاً في داخله يشده للخلف .
العالق بذاته لا يحتاج إلى بوصلة خارجية، بل إلى مصالحة داخلية فالطريق الذي يبحث عنه ليس طريق سفر ولا مدينة جديدة بل طريق نحو نفسه التي فقدها بين الضغوط والصراعات والذكريات الرحيل الحقيقي ليس أن تترك مكاناً بل أن تترك كل ما يؤذيك في داخلك.
لكننا كثيراً ما نحتاج لحظة صدق نعترف فيها بأننا ضائعون وأننا ما عدنا نعرف الاتجاه الصحيح لحظة نهدأ فيها نُرتب دواخلنا ونعيد بناء الخطوة الأولى فكل طريق يبدأ من الداخل وكل راحل لابد أن يعرف أولاً إلى أين يريد أن يصل.
قد لا نعرف الطريق الآن، لكننا لن نضيع ما دمنا نحاول أن نجد أنفسنا من جديد. الرحيل ليس ضعفاً والضياع ليس نهاية بل إنه بداية اكتشاف طريق جديد يولد من بين الركام.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية