غدا تفتح المدارس أبوابها، وتدقت فيها ساعة العمل، ويعود إليها الطلاب والمعلمون من جديد، بعد إجازة كانت محطة للراحة من عناء عام ارتحل، وفرصة لشحن الطاقات من جديد، لكن يا ترى ونحن نتطلع لعامنا الدراسي الجديد كيف نتمناه أن يكون؟ هذا هو السؤال الكبير الذي أزعم أنه يتراءى أمام التربويين في مطلع كل عام دراسي جديد. بداية دعوني أقل لكم وأنا أنظر بعين التفاؤل والأمل إلى تعليمنا رغم ما يواجهه من نقد : وإن بدا قاسيا: إن هناك من “المنغصات” التي نلحظها مع بداية كل عام دراسي جديد، ما تجعله يبدأ متعثرا على غير ما يخطط له، حتى بدا الأمر وكأنه “أزمة مكررة” يصعب حلها كل عام، نراها “تعيق” تحقيقنا هدف “البداية الجادة”.. من تلك المنغصات على سبيل المثال، أن يبدأ العام الدراسي وتمر أسابيع عدة، وهناك مدارس لم تستكمل استعداداتها للعام الجديد، ولم تنته صيانتها، ولم يكتمل نصابها من المعلمين، ولم يتوافر لها اللازم من الوسائل التعليمية، وتعاني من اكتظاظ فصولها وتواضع معاملها، ناهيكم عن حال بعض المدارس المستأجرة التي لا تصلح أن تكون بيئات مدرسية مهيأة، لتنفذ فيها الأساليب التدريسية الحديثة القائمة على التعلم النشط، والتجارب المعملية، وورش العمل التي تتطلب قاعات مناسبة، وغرفا واسعة ذات تهوية جيدة، إضافة لافتقارها للأفنية اللازمة للمناشط المدرسية، والتجارب التربوية والمشروعات التعليمية، التي يستحيل على المعلم تنفيذها بجودة عالية. هذه المنغصات تُميت الهمم التي يُراد لها أن تُشحذ، وتستنفد الطاقات والقدرات التي تكون أُعدت وهُيئت لاستقبال عام جديد، ومن يدفع ثمن هذه البدايات المتعثرة؟ بدون شك هو الطالب الذي يفترض أن تكون كل الاستعدادات في مدارسنا قد هُيئت من أجله، حتى يبدأ عامه بجد، ولهذا دوما أتساءل: لماذا لا تعمد إدارات التربية والتعليم في نهاية كل عام دراسي إلى استنفار جهودها لترسم خطط مدارسها في العام الذي سيأتي، وتعمل على تزويدها بما يلزمها من معلمين وكوادر إدارية ومستلزمات ومناهج ووسائل تحتاجها المقررات الحديثة، حتى لا يتبقى إلا ما يمكن استيعابه من أمور يمكن معالجتها؟ أليس هذا من صلب العمل المنظم الذي يترجم أهمية “التخطيط” في العمل، أي عمل كان، وهو في التعليم أدعى؟ أم تترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة، وعندئذ لا يجد مسؤولو التعليم أمامهم من قرارات يتخذونها إلا “الحلول الوقتية” التي هي بمثابة “بندول” يهدئ الألم ولكنه لا يحل المشكلة!
لقد سئمنا العشوائية التي لا يمكن أن تفرز لنا إلا القرارات الارتجالية، وتكشف مدى التخبط، بسبب ضياع التخطيط الجيد، ومع كل هذا يحدونا الأمل إلى صنع نجاحات في تعليمنا ترضي طموحاتنا، وتتوازن مع حجم الإنفاق الذي تنفقه الدولة على حقل التعليم، وأن تصدق الجهود كي نخرج من ربقة التقليدية في ممارستنا التربوية، وعلى رأسها “طرائق التدريس” التي تلزم أن يتم الاعتناء بالمعلم دعما وتطويرا وتدريبا، فهو الرهان الأقوى في الرقي بتعليمنا، وعليه راهنت دول هي اليوم تحتل المراتب العليا في سلم التعليم، ومنها “فنلندا” على سبيل المثال، فالمعلم إذا أُعطي أفضل، وتحقق له الدعم الذي يبحث عنه ووجد التكريم، فمن المؤكد أنه سيعطي أفضل ما عنده.
لقد سئمنا العشوائية التي لا يمكن أن تفرز لنا إلا القرارات الارتجالية، وتكشف مدى التخبط، بسبب ضياع التخطيط الجيد، ومع كل هذا يحدونا الأمل إلى صنع نجاحات في تعليمنا ترضي طموحاتنا، وتتوازن مع حجم الإنفاق الذي تنفقه الدولة على حقل التعليم، وأن تصدق الجهود كي نخرج من ربقة التقليدية في ممارستنا التربوية، وعلى رأسها “طرائق التدريس” التي تلزم أن يتم الاعتناء بالمعلم دعما وتطويرا وتدريبا، فهو الرهان الأقوى في الرقي بتعليمنا، وعليه راهنت دول هي اليوم تحتل المراتب العليا في سلم التعليم، ومنها “فنلندا” على سبيل المثال، فالمعلم إذا أُعطي أفضل، وتحقق له الدعم الذي يبحث عنه ووجد التكريم، فمن المؤكد أنه سيعطي أفضل ما عنده.
>