سلام الله عليك أيها الوطن الغالي .. سلام الله عليك أمنًا وأمانا .. تقدمًا ونماء ..
هي ذكرى غالية ، ومناسبة سعيدة نعيشها في كل عام نستلهم من خلالها جهودًا مباركة مشرفة بذلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لتوحيد هذه البلاد ، ولَمِّ شتاتها ، وجمع أهلها .
لكنني أجد ذكرى هذا العام ذكرى فريدة .. ذكرى ذات طابع خاص ؛ لأننا نعيشها في وطن سطر أروع الأمثلة في الاجتماع من أجل القوة والتآلف في وقت شهدت فيه كثير من المجتمعات أزمات أضنت دولا ، و لا زالت تعصف بدول أخرى .
إن هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعًا لتجعلنا نذكر تاريخ هذه المملكة العريقة ، وما استطاعت أن تحققه من صمود وتقدم وتطور خلال العقود الماضية بدأه الملك عبدالعزيز ، وواصله أبناؤه الملوك من بعده رحمهم الله جميعا وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله .
لقد وثبت هذه المملكة المباركة وثبات كبيرة نحو التقدم معتمدة في ذلك على ربها ومستمدة نور طريقها من كتاب الله الحكيم ، وسنة رسوله المطهرة فانطلقت نحو التقدم المنشود دون التخلي عن ثوابتها من دِين مُعز ، وقيم أصيلة ، وعادات نبيلة .
ولقد شرف الله هذه البلاد وأهلها بخدمة الحرمين الشريفين اللَّذينِ يُعدان مقصد المسلمين يأتون إليهما من كل مكان ؛ فيرون ما يُقر أعينهم ، ويُسعد قلوبهم .
وفي هذا اليوم السعيد ، وهذه المناسبة الغالية وَجب علينا أن نستشعر نعم الله علينا ؛ فنخلص العبادة له وحده ، ونمضي في جادة الهدى جادة السنة المطهرة مطيعين لله ورسوله وولاة أمرنا ، وألا نتهاون في خدمة بلادنا وأهلها ، وإظهار كل فعل حسن منا ينبئ عن مواطنين واعين محبين لوطنهم ، ومخلصين له .
إن المواطنة الحقة هي مشاعر البهجة في أفراح الوطن ، وهي السلوك الحسن في كل تصرف يصدر من مواطنيه .. وهذا السلوك سلوك صادر من الدين الصحيح ، والخلق الحسن ، والعمل الجاد ، وحفظ الأمانة ، ورد الجميل .
فيجب علينا أن نعرف قدر هذا الوطن فنسعى من أجل رفعته .. يجعل كل واحد منا من نفسه قدوة في حب الوطن لمن هم حوله ، في عمله ، وفي سيارته ، وفي دراسته ، وفي كل أموره وتعاملاته .
عشت يا وطني على مدى الأعوام .. عشت بالإيمان مع كل أذان ينطلق من منائر الحرمين .. ودمت ملحمة بطولية أنارت كتب التاريخ .. وقصيدة حماسية ألهبت دواوين الشعراء .. وخارطة جميلة ازدانت بها صفحات الأطالس .. ونهضة علمية فتحت أبواب الجامعات والمدارس .. وحُبًّا قَرَّ في الأفئدة جعلناه قصة حفظناها صدقًا ، ورويناها عِزًّا للأبناء والأحفاد .>