كنت أعلم كما يعلم الجميع بأن هناك أعداداً ممن لم يكتب الله لهن الزواج من بناتنا في المملكة العربية السعودية ،
وكذلك ممن هنّ طليقات لأزواج سابقين .
ولكن مافاجأني وأذهلني هو إحصائيات أعداد هؤلاء الكريمات ، ورجوت أن تكون تلك الأرقام مغلوطة
أو مبالغ فيها من قبل من قاموا بها .
تقول الإحصائية بأن هناك أكثر من مليون فتاة عانس (أي لم يسبق لها الزواج) قد تجاوزن سنّ الثلاثين !!
وأنّ نسب الطلاق في العشرة الأعوام الأخيرة قاربت الـ 60% من إجمالي الزواجات التي تمت !!!
العنوسة والطلاق موضوعين شائكين ومتشعبين ، ولكن أريد الحديث في هذه المساحة المختصرة فقط عن علاقة
أولياء أمور البنات بهذه النسب ، وعدم استشعار ( بعضهم ) لهذه المسؤولية أمام الله ، وإنما كل مايفكر فيه هي
الأمور المادية من أموال وغيرها ، أو المصالح الاجتماعية ومايتبعها ..
إن الأمور المادية والمطالبات والشروط المبالغ فيها والتي تفرض على راغبي الزواج ، من شأنها أن تكون سبباً
في تعطيل زواج البنات ، وإن تم ذلك الزواج فقد تتراكم مع مرور الوقت وتصبح سبباً في الطلاق .
الزواج قسمة مقدرة من الله عز وجلّ ، ولله حكمة في كل ماقدّر ، والخير دائماً فيما اختاره الله للعبد ،
ولكن ذلك لايبرر للآباء والإخوة تعقيد زواج بناتهنّ وأخواتهنّ .
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
في بيتي هذا : ” اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي
من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به “>