“مؤتمر الأدباء”.. أم ندوة عن الأدب السعودي؟

جاحد من لا يشكر وزارة الثقافة والإعلام إحياءها لمناسباتنا الثقافية الكبرى، من مثل: معرض الكتاب الدولي، ومؤتمر الأدباء السعوديين، وملتقى المثقفين.

وغير منصف من لا يدرك حجم الجهود المبذولة في تنظيم هذه الفعاليات التي تتوالى على الوزارة، على الرغم من أن القائمين عليها ـ على ضخامتها ـ هم أنفسهم، مما يعني جهدا مضاعفاً، وعملا متصلا.

نعم هناك جهد، وهناك إصرار على تجاوز المعوقات، بيد أن هناك خللا في الرؤية والأهداف والآليات، يجعل من الجهود هباء.

القول ـ هنا ـ يخص مؤتمر الأدباء، الذي تحول إلى ندوة علمية عن الأدب السعودي، مما يمكن أن تنهض به أي جامعة، أو أي ناد أدبي، ولا أظن أن هذا هو الأمل الذي يأمله الأدباء في مؤتمرهم، وإنما هم يأملون في اجتماع يناقش موضوعاتهم التنظيمية الخاصة بمؤسساتهم، أو يسعون من خلاله إلى تنسيق مواقفهم تجاه المحيط والراهن.

“مؤتمر الأدباء” ـ كما أفهمه ويفهمه الكثيرون ـ اجتماع عمل لمناقشة مشكلات الأدباء، والبحث عن حلولها، ووضع التوصيات الكفيلة بإنارة الطريق نحو مستقبل أفضل للأديب السعودي، ولمؤسساته التي تحتاج إلى الكثير، وليس جلسات نقدية مشتتة حول قضايا الأدب السعودي العامة.

هناك إشكاليتان في مؤتمر الأدباء:

إحداهما؛ أنه ليس مؤتمرا، بالمعنى الدقيق لكلمة مؤتمر، بل هو ندوة أو منتدى أو ملتقى عن الأدب السعودي، ولسنا في حاجة إلى ذلك بقدر حاجتنا إلى المقدم عليه والأهم منه، وهو مؤتمر له جدول عمل يناقش هموم الأدباء وقضاياهم ومواقفهم.

الثانية: أنه – في السنوات الماضية – كان مؤتمرا لغير الأدباء، أو للأدعياء، أو للذين يرون في الأدب سلّما، وذلك بسبب آلية توزيع الدعوات التي خولت مجالس الأندية الأدبية اختيار من ترى، وتلك آلية خاطئة، كما أزعم، والأسلم وجود قاعدة بيانات بأسماء الأدباء ونتاجهم واهتماماتهم، تكون موجودة لدى الوزارة، لتوزع ـ بناء عليها ـ الدعوات، اعتمادا على فاعلية الأسماء، ومدى قدرتها على الإثراء، لأننا أمام “مؤتمر” ولسنا أمام “وليمة” ندعو إليها “الجفلى”.

إن بعض هذه المجالس ـ وأنا عضو في أحدها ـ قد توزع الدعوات دون ضوابط، وقد تخضعها لقاعدة “معي أو ضدي”، فمن كان معي من الأدباء أو “غيرهم”، نال الدعوة، ومن كان ضدّي ـ ولو من خلال النقد الموضوعي ـ حُرم منها، وتلك الآلية كانت سببا في الكثير من المشكلات التي يمكن الاحتماء منها بسهولة، لئلا يدعي أحد أنه ذو حق فيما ليس له فيه أقلّ الحق، أو يصبح من لايعرف الفرق بين الشعر والشعير “أديبا سعوديا” ذا مشلح أنيق.
>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com