حملة التصحيح!

لا نريد لحملة التصحيح أن تتوقف بكل مجالاتنا، فهي جزء من الإصلاح الذي تبناه قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتمناه كل مخلص لدينه محب لوطنه.. لمسنا الفائدة من تطبيقها بحق العمالة الوافدة غير النظامية.. إذ توافرت فرص العمل للشباب السعودي وانخفض عدد البطالة وتطهرت أوكار الفساد بالأحياء العشوائية والأودية والجبال، فعاد الأمن والهدوء بالمدن والقرى.. وتجففت ـ إلى حد ما ـ منابع المسكرات والمخدرات التي أضرت بمتعاطيها.

من أجل وطن سليم من كل الشرور ننادي إخوتنا المواطنين بالتعاون مع أفراد الأمن بكل قوة، بحكم أن المواطن رجل الأمن الأول، وذلك بكشف المخالفين والإرشاد عنهم والمتسترين عليهم.. نناشد شبابنا الذي يشكو البطالة أن يشمّر عن سواعد العمل الجاد ويطرح الكسل ولا يترفع عن أي عمل يخدم به نفسه أولا ثم مجتمعه.. فالعمل أيّاً كان موقعه خير من البطالة والخمول.. هو العتبة الأولى لمستقبل زاهر يوصل المرء لأعلى المراتب.. ولكن ذلك لا يتأتى إلا بالصبر والجلد ومغالبة الصعاب:

لا تحسب المجد تمراً أنت آكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

التصحيح يشمل الفساد الإداري الذي عجزت عن القضاء عليه الأجهزة المخصصة، وذلك لن يتم بدون تعاون المواطن الذي قيل عنه بحق إنه “الخفير” الأول، لأنه أكثر انتشاراً ومعرفة بمواطن الفساد والمفسدين، والواجب عليه أن يدل جهات الاختصاص عليه ولن يُعدم الأجر دنيا وآخرة.

التصحيح يشمل مزوري الشهادات، لأن ضررهم يمتد إلى الوظائف التي توصلوا إليها بالباطل وإلى لمجتمع الذي استغلوا طيبته أو غباءه، فتصدروا مجالسه وشوهوها بسلوكيات المتنطعين المعتدين على مكارم الأخلاق كالاستقامة والنزاهة ونظافة اليدين.

التصحيح يشمل المبالغة في الأسعار والاحتكار وغش البضاعة وعدم الأمانة.

ميادين التصحيح واسعة متعددة لا يكفيها مثال واحد، ولكن الأهم نبدأ بأنفسنا؛ نصحح سلوكياتنا لنكوّن منا مجتمعا صالحاً يكون مضرب المثل بين الأمم.>