فتوى الكاشيرات.. مناسبة لإيقاظ النيام

من هيئ له دخول تلك الأسواق الكبيرة الفاخرة في شمال مدينة الرياض (وهي أشهر من نار على علم) فسيلاحظ أن غالبية زبائنها من النساء ربما بنسبة 90% أو أكثر، بل وسيلاحظ أن أغلب المحلات تبيع بضائع نسائية بالنسبة نفسها تقريباً، وسيجدون ياللعجب أن الباعة كلهم من الشبان غير السعوديين الوسيمين الأنيقين المتشيكين المتطيبين، فاتحي الصدور على الآخر، ومسرحي الشعور، وسيرى العجب في محلات بيع العطور، فبعض الشباب الباعة الأنيقين الذين يلبسون أسود في أسود يقفون خارج المحلات.. بعض هؤلاء الباعة يقفون خارج المحلات ومعهم شرائح من الورق (يبخون) فيها طيباً من عينات في أيديهم ويتقدمون للبنات في الممرات ويعطونهن الشرائح مع الابتسامات والدعوات للدخول.. وكل هذا في الخارج.. الله.. الله.. والداخل يعلم الله.

هذا في المساء.. أما في الصباح حيث الهدوء التام، وقلة المتسوقين.. فالمسألة أدهى وأمر.. فبين الفينة والأخرى وفي تلك الممرات الخالية الهادئة تبرز فتاة تمشي الهوينى وحدها ربما (زهقانة) لأنها لم تجد عملاً.. وربما تريد تزجية الوقت لأنها فشلت في الدراسة ولم تتزوج بعد، وربما غير هذا وذاك.. وتدخل حيناً عند بائع أدوات المكياج الشاب الوسيم مفتول العضلات، وتظل هي وهو وحدهما وثالثهما الشيطان، وحيناً تدخل محلاً لبيع الملابس الخارجية والداخلية ولا أدري ماذا يمكن أن يحدث حينئذ، ولكني رأيت أحد الباعة، في مكان لبيع العطور، يمسك بمبخرة ولا أدري هل كانت من دكانه، أم إن الفتاة هي التي أحضرتها، ويضع فيها بعض قطع العود، ويتصاعد الدخان، فيقدمها للفتاة، وتقترب، وتتنشق.. ولا أدري هل تتنشق طيب المبخرة أم طيب البائع..؟

طيِّب.. أريد أن أسأل أصحاب الفضيلة الذين أصابهم الرعب والخوف عندما بلغهم أن بعض النساء يعملن في الأسواق كاشيرات يحاسبن النساء في الغالب واعتبروا هذا هو الخطر الداهم وأفتوا بحرمة هذا…. أريد أن أسألهم.. هل البديل الأفضل والأخف خطراً هو حالة البنات مع هؤلاء الباعة الشبان الوسيمين فاتحي الصدور وربما الأعين والألسنة..؟

يا أصحاب الفضيلة.. في أسواقنا هذه لا يسمح لشبابنا السعوديين بالدخول يا للعجب مع أن الشبان الأجانب موجودون في الداخل، بل ولا يسمح ولا حتى للأطفال ما لم يكونوا مع أمهاتهم، أما الآباء والإخوان فيتجنبون مصاحبة قريباتهم في الأسواق حسب طبيعتنا المعروفة، أي أن أسواقنا لا يتواجد فيها الآن غالباً إلا نساؤنا وبناتنا والباعة الشبان الأجانب، وهذه بصراحة هي الطامة الكبرى وليس إتاحة الفرصة لبعض النساء المحتاجات للعمل بدلاً من أولئك الشبان الأجانب من الباعة في المحلات التي تعرض بضائع نسائية أو في محاسبة الزبائن في المحلات الكبيرة الذين أغلبهم من النساء.

نحن الآن بصراحة لا نواجه مشكلة بل طامة، ومما يساعد على الحل في رأيي إتاحة الفرصة للنساء ليعملن في تلك الأسواق التي تعتبر نسائية تقريباً سواء من السعوديات أو غير السعوديات، وإذا افترضنا وجود الخطر في هذا فهو أخف وأرحم من الخطر القائم الآن.. وأتعجب كيف نترك هذا الوضع الشاذ الذي بصراحة (يكسف) وحين تبرز بعض المحاولات لإيجاد بعض الحلول كتأنيث المحلات النسائية تقوم القيامة وتصدر الفتاوى.

طيب.. ما هو الحل..؟؟ حلَّوها.. ولا تقولوا الهيئة.. فأسلوب الرقابة والتدخل المباشر يكرهه الناس.. والهيئة لا تستطيع أن تضع رجلاً في كل دكان.. وهذه مناسبة اتوجه فيها للذين تبنوا قرار تأنيث المحلات النسائية ولم يتابعوه، والذين أرادوا تنفيذه ثم أجلوه .. ولكل صاحب أسرة .. وكل مواطن .. إنها مناسبة لإيقاظ النيام .. فالباعة الشبان الوسيمون الأجانب يغازلون البنات.
>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com