فيدة الأسلمية رضي الله عنها صحابية جليلة ، هي أول ممرضة في الإسلام كانت تقوم بمداواة مصابي المسلمين وجرحاهم في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم التي خاضها لنشر الإسلام .. كانت لرفيدة خيمة إسعافية تستقبل فيها الجرحى والمصابين ؛ لتقوم بإسعافهم بمساعدة بعض الصحابيات الجليلات ، فتسعفهم وتداويهم بمعرفتها الطبية ، وخبرتها العلاجية المعروفة في ذلك الوقت .
إنَّ عمل رفيدة ذلك لهو عمل إنساني نبيل يدحض كل افتراء مبغض ، وكل ادعاء مغرض يفتئت على الإسلام واصفًا إياه بأنه دين ضد المرأة .. وأنه يريدها مهمشة بدون دور فاعل لها في الحياة فلا تتعلم ، ولا تعمل ، وحاشاالإسلام أن يكون كما يفترون .. وهي رضي الله عنها الجديرة بأن تكون هناك جائزة باسمها تتفوق على الجائزة المعتمدة باسم البريطانية فلورنس سيدة المصباح رائدة التمريض في العصر الحديث التي كانت تتولى إسعاف المصابين في حرب من الحروب الأوروبية .
لكن الممرضة قد تتعرض أحيانًا لبعض الظلم ؛ وذلك حين يرى فيها كثيرون بأنها لا تصلح أن تكون أُمًّا ؛ ولذا يعزفون عن الارتباط بها حتى وإن كانوا من أقاربها ، وأظن أن في هذا تجاوزًا كبيرًا في الحكم على الممرضة .. فالمرأة المتمسكة بدينها وخُلقها لا خوف عليها وهي تعمل في تجارة أو طب أو تمريض أو تعليم .. و لا يوجد مبرر في الانصراف عنها ، وعدم الرغبة في الاقتران بها .
ومن هنا فإن على الممرضة التي تقوم بعمل إنساني نبيل تحصل من خلاله على المقابل المادي ، والأجر من رب العالمين .. أن تكون في مكان المسؤولية خاصة وأنها تتعامل مع الجمهور ، فهي بحاجة ماسة إلى الاعتصام بالله ، والتفكير مليًّا في ماهية عملها الإنساني ، والبعد عن التبرج ، والالتزام بأنظمة العمل المطبقة في هذه المملكة المباركة التي تكفل لها حقوقها ، وتصون كرامتها ، وتحفظها من الإهانة أو الاستغلال متى ما كانت محافظة على نفسها مثبتة للجميع أنها تستطيع أن تكون أمًّا صالحة ، وزوجة محافظة ، وامرأة ذات دور مهم في مجتمعها تراعي المرضى وتحافظ على أسرارهم وتعاملهم معاملة إنسانية راقية مع حكمة سديدة وملاحظة شديدة !!
وهذه السطور فيها نداء مفاده أن يكف البعض ألسنتهم عن الخوض في أعراض النساء المسلمات القائمات على خدمة المرضى خدمة جليلة .. وأن يغض آخرون أبصارهم حين يتعاملون معهن في مراجعاتهم تقديرًا من الجميع لعمل الممرضة .. واحترامًا لها كإنسانة مسلمة مواطنة تبحث عن رزقها وتريد إثبات ذاتها من خلال هذا العمل النزيه .. وألا ينظر إليها السفهاء نظرة دونية تحتقرها ، وترسم حولها علامات الظن والريب مما يدل على جهل أولئك المبتعدين عن دينهم الناهي عن الخوض في أعراض المسلمين الآمر باحترام الرجل والمرأة الكافل للجميع تنظيم حياتهم وحفظها من الضياع في العمل أو في المنزل .>