لاحظ المواطنون في المنطقة الجنوبية تزايد نشاط أعداد المهاجرين الأفارقة المتدفقين عبر حدودنا مع اليمن منذ عام 2007 م، خاصة من الإثيوبيين الذين ظهر أنهم يملأون بطون الأودية وكهوف الجبال في الجنوب، إذْ أن السعودية تعد الوجهة الأولى لهم، حتى أصبح وجودهم يشكل خطراً حقيقياً على أمن بلدنا، تصاحبه مخاوف مقلقة من قيامهم بأعمال إجرامية، وقد اكتشف نشاط مجموعات كبيرة من الإثيوبيين خاصة، قاموا بإنشاء «بحيرات سدية من الخمور» في مواقع يصعب اكتشافها، إذ هم يعملون على الاستفادة من تساقط الأمطار، وحجز المياه بين الجبال وعلى جنبات الأودية وتحويلها إلى بحيرات سُكر وخمور، بما تحمله من عفن وقذارة ونجاسة، وتعبئتها في قوارير المياه، وتسويقها نحو الداخل، ومع الأسف أنهم وجدوا مَن يعينهم على شرائها من ضعاف النفوس والعمالة الأجنبية، ولم يكن هذا وحده ما يقوم به المهاجرون الإثيوبيون من أعمال ينتهكون فيها أمننا دون خوف من رقيب أو حسيب، بل وُجد أنهم يصطحبون معهم «نساء» من بني جنسهم والترويج لأعمال الدعارة والجنس، ويُؤوون الخادمات الآسيويات الهاربات من كفلائهنَّ، واستغلال جهل بعض المواطنين في تشغيلهنّ «خادمات» في منازلهم، متجاهلين ما قد يحمله هؤلاء النسوة والمهاجرون الخطرون الذكور من أمراض جنسية وعلى رأسها «الإيدز». إنَّ أخطر ما يمكن قوله في هذه القضية، قضية المهاجرين الإثيوبيين، أنهم يسكنون الجبال وينزلون الأودية، ولايمشون إلا في جماعات صغيرة قيل إنَّهَا مُسلَّحَة بأسلحة بيضاء ونارية، وأن لديهم القدرة على التعايش مع كل الظروف التضاريسية والمناخية، ولديهم قدرة على سلك الطرق والشعاب التي يرون أنهم في عبورها في مأمن عن أعين الجهات الأمنية، كما أنهم يواجهون من يعترض طريقهم، وقد كشف برنامج «الرئيس» كم هم يمثلون خطراً على أمن المواطنين في القرى النائية، لكنَّ خطرَهم لم يعد هاجساً يخشاه أهل القرى والهجر وحدهم اليوم، بل عمد المهاجرون الإثيوبيون إلى الدخول إلى داخل المدن، ووصلوا إلى أبعد ما نتخيله، إلى مدن الوسط والشمال، والشرق والغرب، ولم يعد تمركزهم في قرى المناطق الجنوبية، بعدما أدركوا أنَّ جهود المواطنين الجنوبيين والجهات الحكومية باتت تُضيِّقُ الخناق على وجودهم بالمناطق الجنوبية، فانتهجوا سياسة الدخول إلى وسط المدن، والاحتماء بالعمال، والاختلاط بهم، لهذا يجب على الجهات الأمنية (أن تبادر إلى اجتثاث وجود المهاجرين الإثيوبيين) بعد أن قيل إنَّهم أصبحوا بالآلاف، ومواجهتهم قبل أن يستفحل أمر وجودهم، ويصعب معالجة أمرهم، خاصة أن المواطنين – نتيجة لمخاوفهم من زحف الإثيوبيين المقلق نحو قراهم وهجرهم، ومايقال عن عدوانيتهم، وحملهم للسلاح؛ وقصص قفزهم على المساكن وسرقتها، وسرقة العابرين على الطرق بالإكراه – أخذوا على عاتقهم زمام المبادرة في (مطاردة الإثيوبيين) وتقديمهم للجهات الأمنية، وإن كان هذا جزءاً من واجبهم ووطنيتهم في معاضدة الجهات الأمنية، إلا أن هذا أمر محفوف بالمخاطر، وبودي أن يتنبه المواطنون لخطأ تشغيلهم أو الاستعانة بهم في أعمال بنائية أو زراعية، أو السماح بتشغيل النساء خادمات في منازلهم مهما كانت الظروف لاعتبارات أمنية كبيرة، إن حدودنا مع اليمن التي تبلغ ما يقرب من 1800 كم، تحتاج إلى (سياج أمني آلي وبشري) وجهود تتضافر فيها الجهات الأمنية مع سكان المناطق الحدودية، بما يمنع الهجرة غير الشرعية للإثيوبيين وغيرهم، ولا يجب إهمال هذا الملف حتى ينمو وجود الجماعات غير الشرعية التي قد تحمل (أجندة سياسية) تعمل لحساب دول وجماعات لا همَّ لها إلا زعزعة أمننا لتحقيق أهداف مافتئوا ينعقون بها، خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة لليمن، الذي يُعَدُّ نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة نحو السعودية، وفي ظل وجود (الحوثيين) الذين تربطهم علاقة مشتركة مع حكومة (طهران) في هدف زعزعة أمننا، وليس ببعيد عن أسماعنا حملات السلاح التي يتم كشفها عبر البحر قادمة من إيران فلمن هم يعدونها؟! وما سمعناه من تهديدات جيش المختار (حزب الله العراقي) التي يجب أن تُؤخَذ بجدية ليعلموا أنَّ أمنَ الوطن والمواطن خط أحمر، يحرسه رجال وأعين يقظة، حمى الله وطننا من كل مكروه.>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …