** يقول ويليام هورنداي في كتابه ( عقول وأخلاقيات الحيوانات البرية ) إن الكثير من النابهين لايدركون أن للحيوانات قوانين وأنظمة وشريعة أخلاقية يعيشون بموجبها ويتقيدون بها أكثر من تقيد البشر بشرائعهم ..!
** وقرأت قبل مدة كتاب ( العدالة في عالم الحيوان ) والذي يقدم دلائل وإثباتات دامغة على أن الحيوانات تتمسك بقيم سلوكية لاتحيد عنها بل إن الكتاب يتجاوز ذلك ليقول إن لدى كل حيوان قدرات عقلية تمكنه من العيش وفق نمط أخلاقي محدد !!
** حسنا .. إذا كان الحيوان يلتزم بمبادئ وقوانين شريعته الأخلاقية فماذا عن جنس البشر والذي يتمايز عن سائر المخلوقات بما وهبه الله من عقل وإدارك ومع ذلك يخرق كل القواعد السلوكية ويمارس ما يتنافى مع شريعته الدينية ومبادئه الأخلاقية !!
** لهذا ولغيره من الأسباب لا أجد حرجاً لو ناداني أحدهم ( ياحيوان..!) لأني عرفت الآن أن الحيوان أكثر التزاما من الإنسان وأكثر نظاماً .. بينما نحن معشر البشر مجرد فوضويين نُجيد القفز على كل مبدأ والتحايل عليه.. لذلك لو ناداني أحدهم بــ (الدب) فلا ضير في ذلك لأن الدب حيوان شديد المراس قوي العزيمة والأهم من ذلك أنه أكثر التزاماً وانضباطاً من بعض البشر ( بحسب الدراسات طبعاً) !!
** بل أعتقد أن الكثيرين ممن يسخرون من البشر ويصفونهم بالحيوانات لايعرفون أن العرب قديما وحديثا تسمي أبناءها بأسماء حيوانات من قبيل ليث ونمر وفهد ونحوها من الأسماء والتي يفاخر بها أصحابها وذلك لما علموا من حسن صنيع تلك المخلوقات !!
** لذلك لكأني بمجوعة حيوانات وقد اجتمعوا في غابة فسيحة يتذاكرون ويُفضي بعضهم لبعض وكأني بهم وهم يتحدثون عن همجية بني البشر وغدرهم وحسدهم و بشاعة عالمهم ثم مالبث كبيرهم أن قال : أنهم مجرد بشر ” أعزكم الله” !!>