اتجهت الأنظار في هذه الأيام صوب المملكة العربية السعودية لتميزها في حج عام 1434هـ وضخها لمليارات الريالات لإنهاء مشاريع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة إضافة لحملها لواء نصرة المظلومين والمضطهدين. في فلسطين وسوريا وعزمها على إلجام النظام الصفوي الإيراني والحزب الشيطاني في لبنان الذي يشيع جواً حيوانياً في التعامل مع مواطني لبنان وسوريا والبحرين واليمن خاصة من أبناء السنة ، وبناء على ما تقدم فإننا نقرأ ونسمع ونشاهد دعوات الدخلاء ممن يعيشون بيننا ومن هم خارج الوطن ممن يريد إثارة جو من عدم الاستقرار في المملكة ويستميتون في اختراق المجتمع السعودي المسلم الوسطي المحافظ ، قد وجدوا الأبواب موصده في وجوههم حيث نبحوا في الفضائيات العميلة وكتبوا في الصحف بالحيل الشيطانية واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي للتشكيك في المملكة وأنظمتها وتعاملها مع ملف حقوق الإنسان المزعوم ، وعندما عجزت رؤوس الفتنة والضلال عن تحقيق مآربها الخبيثة ، جعلوا المرأة السعودية مفتاح الفرج لهم ، فينادون بحقوقها ورفع الظلم عنها وتمكينها من ممارسة حياتها الوردية الطبيعة … إلى أن وصلوا إلى ضرورة تمكينها من قيادة السيارة في تمثيلية مضحكة وسخيفة الأهداف والمآرب وصولاً لتحقيق أحلامهم وأمانيهم المتمثلة في تراجع ريادة المملكة للعالم الإسلامي وتقليص نفوذها العالمي والإطاحة بالقيم فيها ، وما يعقبها من نشر الرذيلة وإقامة دور اللهو في منظومة متفق عليها بين الفكر التغريبي والصفوي وما هذا التقارب السياسي الدافئ الذي نعيش إيقاعاته بين أمريكا وإيران إلى دليل واضح على النيات المبيتة والتي انكشفت تحت أقدام الدبلوماسية السعودية الصلبة .
أنا هُنا لا أُحرم قيادة المرأة للسيارة ولا أُحرم المرطب على الشفاه ولا لبس العباءات المخصرة ولا كشف الوجه ولا تطويل الأظافر ولا ضحك المرأة ولا ركوبها مع غير محرم ولا تسوقها بشكل فاتن ولا سكنها في الفنادق لوحدها ولا إغترابها لدواعي التعليم وسكنها في شقق مفروشة لوحدها ولا أعترض على ابتعاثها للخارج ولا حضورها في قصور الأفراح وفي المناسبات ولا سطوتها على الرجال ولا على قوة وجه البعض منهن ولا على كثرة خروجها بثلاجتها للجيران، ولا على بقائها الساعات الطوال على الهاتف وعلى بذخها وترفها وذهابها لقص شعرها لدى الكوافيرة أو دخولها للكافي شوب . ولا على لبسها البنطال أو الكعب العالي أو تقصير تنورتها أو كثرة قهقهتها وأعترف بقصور بعض النساء والشباب وهم قلة لدينا إلا أنني لست مفتياً . أنا مراقب لما يحدث على الساحة ويهمني كثيراً قيم المجتمع السعودي أن تبقى شامخة وعصية على الاختراق ، ويسرني أن أوضح الآتي :
أولاً : هم الرويبضة لا يريدون إذاعة القرآن الكريم ولا يريدون البث المباشر لقناة مكة المكرمة والمدينة المنورة والذي يُظهر المملكة في أنصع الصور الدينية والتوجه الرباني !!
ثانياً : هم لا يريدون أن يبقى جسد النساء السعوديات طاهراً وزكياً وعصياً على الرذيلة !!
ثالثاً : هم لا يريدون التناغم الأزلي بين القيادة والشعب ، ولا يريدون سياسية الأبواب المفتوحة ولا يريدون هيئة لكبار العلماء ولا يريدون هيئات الأمر بالمعروف ولا يريدون الشؤون الإسلامية ولا يريدون أي توجه ديني يرتبط بالكتاب والسنة ويصمون أذانهم عند سماع النداء للصلوات من عشرات الآلاف من المساجد بالمملكة وقد حاولوا سابقاً الهجوم على مكبرات الصوت لإلغاء نداء المخلوق للخالق فأبى الله إلا أن يتم نوره .
رابعاً : هم يريدون الكبريهات والمسارح والسينما وهز الوسط والخمور والمسكرات أن تنتشر بشكل علني للإطاحة بالجنسين من الشباب .
خامساً : هم يريدون تحرير العقول من خلال الفكر المتحرر الذي لا يعرف رباً ولا نبياً وصولاً للحياة الحيوانية .
سادساً : هم ليسوا من أصل سعودي وبالتالي لا يهمهم سِوا تنفيذ التعليمات لأعمامهم وكفلائهم أذناب الغرب والصفويون ومن أبناء المملكة قلة منهم ينطبق عليه المثل الشعبي مع الخيل يا شقراء ولو احترقت ثيابهم لأدركوا فضل ما هم عليه من النعم .
سابعاً : هم لا يريدون استقراراً دينياً أو اجتماعياً أو نفسياً أو أمنياً أو معيشياً للمملكة (وحملة الراتب ما يكفي) اشتعلت مؤخراً من حناجرهم في الداخل للصحف الأمريكية في الخارج حينما قال سعود الفيصل خذوا المقعد الأممي وفكونا من شركم وحنا بندبر حالنا ونعرف شغلنا يعني تناغم بين العملاء في الداخل والصحف الأمريكية في الخارج وغيرها من الأبواق النكرة.
وعلى ضوء ما تقدم ينبغي لنا أن ندرك بأن تحولاً كبيراً قد حصل في العالم بأسره وأن أسطوانة الربيع العربي قد ألقت بضلالها على الساحة الإسلامية والعربية وأصبحت الشغل الشاغل للعالم بأسره وقد يكون هذا الربيع مصمماً في الخارج لتدثير العرب والمسلمين به فنتج عنه تقطيع أوصال سوريا والعراق واليمن وتونس وليبيا ومصر والصومال بعد أن نشروا الرذيلة والتفسخ والانحلال والفكر الخبيث في أغلب شوارع هذه الدول التي تقود فيها (المرأة السيارة منذُ عدة أعوام ) ويحظى المجتمع فيها بأعلى سقف للحرية الوضعية التي تؤدي للتهلكة .
إلا أن الهدف لا ينحصر في تحرير المرأة فقط وامتهان عرضها وكرامتها بل نقلها كلياً من الطُهر إلى الفحش والمنكر لإدخالها في حياة حيوانية تنتهي بالمآسي والجرائم واختلاط الأنساب ومسح ومصخ الهوية بالكلية.
وقد يخالفني الرأي بعض القراء ولكن أعطيه الجواب بــ :
إن المرأة لدينا دُرة مصونة وأغلى من الذهب فالملك يخاف عليها والمفتي والعلماء يخافون عليها والمربي والمفكر والباحث والإمام والطبيب والقاضي وعضو الهيئة والعسكري والخطيب والفراش والطيار يخافون على هذه المرأة لأنها عنوان طُهر المجتمع في المملكة العربية السعودية فهي الأم والأخت والزوجة والبنت والعمة والخالة والجدة وإذا فسدت فسد المجتمع بأكمله وتخلخلت أسسه وصولاً للسقوط وقد سبق لذلك عدة أمثلة في السابق .
المرأة لدينا تعمل في الوزارة وتعمل في الشورى وتعمل طبيبة وصيدلية وممرضة ومحامية وموجهة ومرشدة وإعلامية ومحاضرة وبائعة ومعلمة وباحثة ومبتعثة وطالبة وحازت على أرفع الدرجات العلمية والإحصائيات تشير إلى أن المملكة لديها ما يقارب من ستة ملايين من الجنس الناعم يعملن ويمارسن حياة كريمة لا تتوفر في أي مجتمع على وجه الأرض بل إن المرأة لدينا لها قيمة حقيقية تفاخر ونفاخر بها جميعاً .
المرأة لدينا تتعهد بيوت الله وتحج وتقوم الليل وتتصدق وتصلي وتعبد الله أملاً في جنة عرضها السموات والأرض .
المرأة لدينا تتزوج وتنجب وتضحك وتسافر وتتملك العقارات والمدخرات بأنواعها ـــ كما أنها تدخل الإدارات الحكومية وتستطيع أن تتسوق وأن تقضي إجازتها مع عائلتها في أي مكان على وجه الأرض .
المرأة لدينا تدير بيوت وتشرف على أسر وتنفق وتأكل وتشرب وتسمن وتضعف دون رقيب يقيد حُريتها إلا رقيب الوازع الديني الذي في قلبها تشربته من التربية الصالحة ومن كتاب الله وسنة المصطفى .
المرأة لدينا طلبت أن تكون عضوه في مجلس الشورى فمكنت وطلبت أن تكون في الوزارة فأعطيت وقالت أريد أن أتعلم فأتيح لها التعليم من أ إلى الياء يعني من الروضة إلى الدكتوراه .. المرأة طلبت المجال الطبي فأبدعت طلبت التمريض فأحسنت طلبت المحاماة فتحقق لها ذلك طلبت المباح فلم يعترض عليها أحد … !!
(ولكن)
أن تُستغل المرأة السعودية وتخترق في فكرها وعرضها وعفافها ومستقبلها هذا ما لا يرضاه أحد على الإطلاق ، نعم قد لا يكون فيه نص شرعي يمنع قيادتها للسيارة ولكن لمن أرادت أن تقود السيارة أوجه رسالة فأقول والله لسُتن في منائى عن التحرش والمضايقات والحوادث الشنيعة التي أتت على 500 مركبة في جازان فقط في أسبوعين وأماتت 39 شخصاً وأصابت ما يقرب من 150 من الجنسين وأطاحت في عام واحد بأكثر من (10.000 قتيل) وأكثر من (100.000 مصاب ومعاق) .
القيادة قد تجر إلى فتن يدفع ثمنها أنتن فقط ثم أسركن من بعدكن وستصل الأمور في حال الانزلاق وراء قيادة المرأة والشعارات البراقة إلى ارتفاع معدل العنوسه والطلاق .. القيادة في رقعة بحجم المملكة العربية السعودية خطيرة جداً جداً فالشوارع ضاقت ذراعاً بمستخدميها لعدم تهيئتها للمستقبل من منظور نمو السكان وتوافد ملايين العمالة للداخل والأمر يحتاج إلى عدة أعوام قادمة للتهيئة بطرق وبنية تحتية ضخمة تتسع للكل كما اتسع لنا جميعاً قلب الملك الصالح ولانعدام البدائل حتى فيما يخص النقل العام لدينا لا يظهر إلا من خلال (باص مناحي)… ؟؟! فيما بعض الدول المتقدمة تشغل جيوشها في حال السلم لعمل الطرق الهايوي حتى لا تظهر كروشهم ويصلح حال الطرق لديهم وتفرج الأمور لأي قرار يرى ولي الأمر أنه يتفق مع الشرع والمصلحة العامة .
إضاءة
المملكة العربية السعودية لها ثقل إسلامي وسياسي واقتصادي وهي تتربع على هرم الاعتدال قولاً وفعلاً والتحرش السياسي بها ليس غريباً والإطاحة بأبنائها واستثارتهم ليس سراً ، ومن هنا فنحن الآن نعيش فترة بناء تنموي ضخم والقافلة تسير بأمان ، ومن حولنا الدول تتصارع ويُقتل أبنائها ويُشردون وتُنتهك الأعراض ويُقتل فيها البشر ويطحنون بدون سبب فالحمد لله نسجد له شكراً على هذه النعم التي تتوج بالشكر لله من قبل ثم لولاة الأمر والعلماء وأبناء الوطن الذين يظهرون أقسى درجات الوطنية عند النوائب.. فما أروع خدمة الحرمين الشريفين والهدوء والسكنية وما أروع إهداءات المملكة وضخها لملايين النسخ من كتاب الله لجميع أنحاء المعمورة شكراً لكل شاب ولكل مُسن ومسنة ولكل طفل حمل شعار التوحيد في اليوم الوطني بكل براءة ولكل من هو يتنفس هواء المملكة النقي .
ولا شكراً للأذناب الذين أشغلونا في منابر الإعلام المعادي والذين خسروا وطنيتهم وانتمائهم إن كان لهم انتماء في الأصل والقافلة تسير والكلاب تنبح ووطني ليس كالأوطان وكل عام ونساء المملكة في طُهر ونعيم وتقدم وأختم بأن المملكة هي رائدة العناية بحقوق الإنسان قولاً وفعلاً بتحكيمها شرع الله وليس باتباعها القوانين الوضعية التي تجعل الإنسان في مهب الريح فالمملكة تحترم حتى حقوق الحيوان وتتابع أحواله وتدعم بملايين الريالات أكله وشربه وذبحه وقبل ذلك تربيته وكيفية التعامل معه فما بالك بالبشر الذين يأمنون في المملكة على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ودماؤهم فما أهزل وأقبح الألسن التي تحمل ثقافة الشيطان وتعمل على بث سمومه بثمن بخس .
>