تدعى لزيارة أحد اأصدقاء وأنت مختلف معه في أمور كثيرة قد تكون مصيباً في بعضها ومخطئ في بعضها حكمت عليه من معلومات استقيتها من وكالة يقولون ، يتكرم عليك هذا الصديق ويتصل بك لتتفضل بزيارته فقد أكرمك بالدعوة ومن باب أولى أن تكرمه بالحضور ، تستعد لتلبية الدعوة وعلى طريقك يصادفك صديق مشترك ( تدعوه على الزيارة فضيف الأجواد يعزم ) تتفاجأ بأن هذا الصديق قد اهتم بك كثيراً وحاول قدر المستطاع إذابة الجليد الذي بينكم وأخذ يذوب هذا الجبل الجليدي وأنت تتصنع السعادة ولكنك في قرارة نفسك لا تزال تضن أنك على حق وأن كل ما ظننته عن هذا الصديق هو عين الصواب و تحاول التخلص من هذه الزيارة بدون أي فائدة لأنك تضن أن هذه الدعوة يراد بها تضليلك وخداعك وإبعادك عن الحقيقة التي تتصورها ، رغم فرحة هذا الصديق بقدومك وسعيه على توضيح الحقائق لك فقام بفتح كل الأبواب لتُطفي هذه الزيارة كل لبس لديك ولكن للأسف انت لا تريد أن تحقق هذه الزيارة شي وأنت في داخلك ترى أنه لا يجب حل المشكلات التي بيننا ويجب أن تبقى كما هي لكي لا يتهمني الأصدقاء الآخرين بأنني أتبلى على هذا الصديق ولا بد أن أظهر أمامهم البطل الذي لا يخاف من كلمة الحق وأني سوف أقولها بكل الطرق رغم يقيني الداخلي بأنني مخطئي تتخلص من الزيارة باعتذار بمواعيد أخرى وتذهب .
وفي مجالسك اليوم التالي تعترف بنصف الحقيقة أن صديقي هذا لديه من الخصال والمحامد الكثير وهو بحق يستحق أن يكون صديقا مخلصاً إذا اعترفنا بأن كل إنسان يخطئ مهما حاول الاجتهاد فالكمال لله وحده ورغم مدحك هذا وثناؤك على صديقك تفاجئه برفضك لبعض ما شاهدته في مجلسه وأنك غير راضي عنها ولديك وجهة نضر غريبة في هذا الصديق بأن نوافذ منزله مصنوعة من زجاج وأن لبيته بابا كبير ، وجاره الآخر لا يوجد في بيته غير غرفة واحدة .
وتخرج كل أقوالك باستغراب من حولك فماذا تريد من هذا الصديق الذي مد لك أياديه ليذيب جبل الثلج الذي بينكم .
>