ليست هذه الحادثة المريعة جديدة علينا . ولن تكون الاخيرة ، غير أن دراميتها وأحداثها والسيناريو المحزن لها جعلت منها قضية مختلفة في ظل تفاقم الوضع وترجيح ميزان القوى لصالح الرجال .. والنتيجة هي تعنيف ثم محاكم ثم تعهد خطي ثم ماذا بعد ؟! معنفة الحفاير قصة لا تنتهي. مسلسل طويل دام. لحن حزين يبعث على الأسى ..
كم معنفة سمعنا ؟ كثير.. والقادم أسوأ إذا لم نقف حياله بحزم ! رجال مزواجون يجمعون الزوجات وكأنهم يجمعون الضأن .. غير أن بعضهم غير كفء ولا ناضج عقلياً وإنسانياً .. هل تحتاج القضية إلى شهود ؟ كلنا شهود على مأساة الجنس الآخر .وكلنا متفرجون . بينما الشرع يعطينا الحدود على ورق وعلينا تنفيذها..معنفة الحفاير قصة لست قصيرة ولا مسلية ولا تصلح للإلقاء والمتعة .. لأنها نموذج لواقع مرير ممل طالما أبكانا !
فن الاخراج لهذا الزوج جعل منه مخرجاً عبقرياً في كيفية الرجولة الحقة التي يتوارا خلفها بقبح لا يطُهر مدى العمر ، الأنثى مهضومة مثل سمكة بين قطط متوحشة ! حتى لولم تظهر معنفة أو مضروبة أو غير ذلك من أساليب القمع المبتكرة لدى بعض الرجال .. لكنها تظهر مُتعبة جراء تعامل بعض الرجال القاسي بصورة متوارية عن حديث الناس. رغم آهاتها القواتل !
كثير ًٌ من النساء لا يصُرخن ولا يصرحن بوجعهن لأحد خوفاًمن وءدهن ّحيات وحفاظاً على عش الزوجية الذي تحول في بعض المنازل إلى مرجل مستعر، والبعض منهن يلطمن الخدود ويشقن الجيوب في صمت رهيب وهن يتجرعن الألم يرددن المثل ” ظل رجل ولا ظل حيطة ” في نظرهن طبعاً ! بينما الواقع يقول : أن الجدار ربما يكون أرحم من تعامل بعض الرجال .. فلا عين بكت ولا قلب شكى مع جدران دافئة ..
معنفات بالجملة يقبعن في زوايا الظلم والجور حين عُدم النصير والمعين هن عفيفات متسلحات بالصبر والإيمان والخلق الرفيع والطاعة العمياء لبعولتهن لكنهن وقعن فرائس ضعيفة لرجال مأزومين عقلياً، من يعنفون النساء في مجتمعي – وما أكثرهم – فهؤلاء مصابون بداء التوحش البشري تماماً كشريعة الغاب .. لم يعلم هذا المتوحش أنه بدون أنثى فحل خارج التغطية ونصف مشوهة ينقصة الكثير !
المرأة هي الحياة هي عطرها هي جمالها هي المودة والرحمة والحنان والحب والعشق الصاخب هي كل شيء .. فلماذا البعض يكونوا ذئاباً بشرية على الأنثى وحين تدلهم الخطوب نراه قد تحول إلى حمل وديع ؟! معنفاتنا مسؤوليتنا جميعاًً يجب أن يكنّ في قلوبنا وضمائرنا وعيوننا وأن يحصلن على حقوقهن ومنها معاملتهن بلطف وحب كما هي فطرتهن وكما هو شرع الله .. فما أكرمهن إلا كريم ..>