نهاية ٌحتمية للفساد!



كان الفساد و لايزال يسير بوئيدة وصمت وبخطط منظمة في جهاتنا ومرافقنا الحكومية الحيوية . وفي القطاع الخاص أيضاً . وفي أماكن دافئة وباردة . وعلى مستويات متفاوتة .. أنه متسلل بارع. له أكثر من وجه . لكن نواياه ليست بيضاء . كمرضٍ الخفي ينتشر بلا ألم حتى يتمكن من نهش جسد القرارات والتعليمات وضمائر المجتمع . وبذلك يدوس على رقبة النظام المعمول به في البلد! من أجل أن تهزم الداء لابد أن تعترف به . ومن أجل أن لا ينتشر المرض لابد أن نتقبل مرارات العلاج .ولأنه رجل شفاف واقعي ووطني كان خادم الحرمين الشريفين ــ وفقه الله ــ واضحا عندما أصدر أمراً ملكيا يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وإعلانه ارتباط الهيئة به شخصيا ليكون يد التغيير الأقوى التي ستضرب المفسدين في البلد المعطاء .هنا دعونا نفكر بعمق لأنه عندما يقرر الرجل الأول بالوطن إنشاء هذه الهيئة يعطينا أملاً بأنه لا مرض يستعصي على العلاج! ويعطينا مزيدا من الثقة والمصداقية .. والفساد واقع يؤثر سلبا في حياة الشعوب بل من الأمور التي لا يجب إنكار وجودها أو السكوت عليها. ولذلك أعلن الملك هذه الهيئة الماحية لو نسبياً للفساد المستشري منذ عقود بإذن الله . فالقرار الذي ربط عمل الهيئة به شخصيا سيعطي رسالة إلى من عاش مرحلة الترف بالفساد أن الصبر وصل حدا وأن يد القصاص ستحضر بقوة كائناً من كان . فالأحداث التي شهدناها خلال الأعوام القريبة الماضية كانت توحي أن الفساد يتسلل بالجسد ولذلك كان الحسم واجبا لهذه المعضلة. الهيئة التي صدر الأمر بإنشائها مع قرارات الخير الكثيرة التي أعلنت يوم الجمعة 13/4/1432هـ عليها واجب عمل كبير في التصدي للفساد وقطع دابره .بداية من رئيسها الذي عايش الأوضاع كاتبا ومتابعا . مرورا بالأدوات التي يجب أن يتم انتقائها للنجاح . يجب أن يكون شعارها ” إن الله لا يحب عمل المفسدين “ودستورها ” ولا تبغي الفساد في الأرض ” وأن يكون أعضاءها الدائمين هم كل ( المواطنين ) على حد سواء . وهي ثغرة يجب سدها بيد المواطن قبل المسؤول . فالحرب على الفاسدين يحتاج إلى قلوب وعقول نافذة مختلفة. لا تخشى إلا الله . لكي تتحقق رؤية الملك ويبقى الوطن للجميع لا ينتفع على حسابه مسؤول أو تاجر مدعوم أو موظف يحرك الأوراق من تحت الطاولة وعبر الأبواب الخلفية . فالقرار واضح جدا فالكل تحت المسئولية مهما كان أسمه أو لقبه أو صفته .. فالحق أن طبق على الجميع سيكون محفزا لحياة أفضل. ولا شك أن إشراك المواطن سيكون له أثر من خلال طرح الثقة بالجميع وخلق وعي متحضر من الحس الوطني . وكي يكون الجميع حماة وطنهم من المفسدين دون أن يؤثر ذلك على العمل الرئيسي للهيئة. فمن حق الوطن على المواطن أن يكون مسئولا وحاميا لمكتسباته .ولأن كل فساد صغير يقابله فساد أكبر والعكس صحيح. لكن بتضافر الجهود سوف ينحسر شبح الفساد وتزول مضاعفاته السيئة . أرجو ألاّ يأتي يوما نحتاج فيه إلى لجنة لمكافحة فساد هيئة مكافحة الفساد !

قاص وروائي>

شاهد أيضاً

الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل :  انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com