الأخلاق أساس القيادة

 

IMG-20150522-WA0012

 

الأخلاق أساس القيادة

إن القيم الأخلاقية النبيلة مطلب أساسي، وصفات واجبة التوافر لابد منها لكل إنسان يطمح للوصول إلى مراتب القيادة ولو نظرنا إلى أفضل من نتبعه ونهتدي به باتباع أقواله وأفعاله لوجدنا أنه قدوتنا وقائدنا النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ فالأخلاق المحمدية الكريمة هي مثالٌ يُحتذى به ولم تدع شاردة ولا واردة من أمور الحياة إلا وتناولتها و وجدنا بها سنة تُتبع بالسلوك أو بالتوجيه بحديثه الشريف أو أفعاله السامية، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتأسي بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم، والتشبه به؛ فقد كان شجاعًا يحتمي به أصحابه؛عند اشتداد البأس، صادعًا بقول الحق، صبورًا على أذى الكفار والمشركين، ورؤوفًا رحيمًا في تعامله مع الصغير والشيخ الكبير، وعادلاً منصفًا للمظلوم؛ وكان إنسانًا كاملاً قدوةً للصالحين.
كما استطاع ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكون نموذجًا حقيقيًا ومثالاً حيًّا وأسوةً حسنة للآخرين وتدل على ذلك الآية الكريمة بقوله تعالى: (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
ولعل جميع ما ذُكر لا يوفيه حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو ليس هو الذي أعده العليم الخبير ـ سبحانه وتعالى ـ لحمل لواء الرسالة التي خُتمت بها الرسالات السماوية الربانية(أدبني ربي فأحسن تأديبي) وهو الذي وصفه الحق جل وعلا بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم)
ولا بد لنا كمسلمين ومتبعين لسنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نكون متطلعين لقادة يتحلون بالأخلاق الحميدة الفاضلة؛ ليجدوا المحبة والاحترام من مرؤوسيهم، والالتزام بتنفيذ توجيهاتهم؛ وبهذا يسهل عليهم النهوض بأعمالهم والنجاح بإدارتهم؛ فيرتقون بمنشآتهم ويسمون بنجاحهم ويلتحقون بركب الشركات والمؤسسات المتقدمة والرائدة.
إن جميع مؤسسات المجتمع بدءًا من الأسرة، والمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية مُطالبة بأن تسعى جاهدةً لغرس القيم السامية والأخلاق الحميدة والثقافة النبيلة لدى أفراد المجتمع؛ وبذلك نعمل على تكوين مجتمعات فاضلة يقل فيها الظلم، وتتراجع معدلات الجرائم بأنواعها المختلفة، وتسمو بها التعاملات الإنسانية ويسود العدل ويتحقق الأمان وتنتشر الفضيلة ويتوافر الرفاه، وصدق القائل إذ قال:
وإنما الأمم «الأخلاق» ما بقيت..
​فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
مما تقدم؛ فإننا نتطلع إلى قيادات إدارية رشيدة تؤمن بمكارم الأخلاق وتعمل بمقتضاها وتلتزم بالقيم السامية وتترجمها إلى واقع ملموس يعايشه الناس في حياتهم اليومية، لا أن تكون أقوالهم ودعواتهم شعارات تردد، وقوانين تشرع ثم لا يكون لها قوة وحاكمية ويتم ذكرها ـ فقط ـ في الملتقيات والندوات والمحافل المختلفة، دون تلمس وجودها واقعًا حيًا، وتبقى مجرد ظاهرة صوتية يقول أهلها ما لا يفعلون ويتظاهرون بالتحلي بالأخلاق الفاضلة دون فعل يقترن وعمل يعبر وسلوك يُثبت.

الكاتب/ فهد عبدالرحمن المليفي
طالب دراسات عليا
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية>

شاهد أيضاً

بإشراف من مدير فرع " فنون " بيشة
 
إشادة من المتدربين والجمهور لورش المسرح من ” الفكرة إلى الخشبة “

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : بإشراف من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون ببيشة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com