توفيق الأسمري
عندما يمضي بك القدر إلى بللسمر الطيب أهلها تجد منهم رحابةً في الصدر وكرماً في الضيافة وحفاوةً للضيف فلا تكاد تنوي الخروج من هذه المدينة إلا بعد مشقة مما تجده من إلحاح على الضيف بالبقاء والاستئناس بالحديث معه والإغداق عليه بالكرم الحاتمي..! (أرحبوا مرحباً ألف) عبارة يرددها أهالي بللسمر تحسس الضيف بمحبته ورغبتهم في ضيافته.. ومن العبارات الترحيبية الكثيرة (مرحباً تراحيب المطر) و (مرحباً حساب السيل والمطر) (اقلطوا الله يحييكم) كلها عبارات وتراحيب محببة إلى قلب كل أسمري..! عندما يجتمع جمال الطبيعة مع جمال أرواح أهالي بللسمر.. عندها تقف لحظة تأمل عميقة.. تقول بعدها.. ما أجملك يا بللسمر..! فمما يُلفت انتباهك تجاه هذه المدينة الساحرة، طبيعتها البكر وغاباتها الكثيفة الخلابة وهي من أشجار تُسمّى (العرعر) وضبابها المعانق لجبالها الشاهقة..! ومما يزيدها بهاءً الصفة الحميدة التي اتّصف بها الأهالي بطيبة قلوبهم وحسن تعاملهم في الاستقبال والحفاوة، ومما يؤكّد لك ذلك هو مجرد زيارتك لهذه المدينة وسؤالك أيها الزائر الكريم للإنسان الأسمري عن أي موقع تريده.. فسوف يدلّك على المكان المرغوب، ومن ثمّ تجد الإصرار على ضيافتك وفوق ذلك يُلح على إكرامك بشتى الطرق حتى أن هذه العادة الجميلة والأصيلة توارثتها الأجيال أباً عن جد، فتجد طفل البراءة الأسمري يجبرك على احترامه من احترامه لضيفه والإصرار على ضيافته فيكبر في عينيك وتعلم أن وراءه أسرة أحسنت في تربيته على حب إكرام الضيف والاستمتاع بضيافته…! حقيقيةً تعجز الكلمات في وصف بللسمر وإن كان ينقصها بعض الخدمات لتكتمل الصورة ولعل هذه الاحتياجات ستكتمل في قادم الأيام بجهود المخلصين من أهلها ولما تمتلكه من مقومات ستغري المهتمين بأمر السياحة في المملكة..! كم أنتِ غالية على قلبي يا بللسمر..! في الختام همستان.. الأولى لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن يعطينا من وقت سموه الثمين لزيارة هذه المدينة الساحرة وأن يلتفت إليها بلفتة مميزة..!! والهمسة الأخرى لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر بأن يتكرم سموه باتخاذ القرار الحاسم في توفير مركز للهلال الأحمر في مدينتا المجروحة منذ سنوات، وهل يرضى سموكم أن نبقى نحمل مصابينا على أكتافنا وفي أحواض السيارات..!!!>