مع تغير مجريات الحياة ، وتطور وسائل الإتصال ، وتعدد طرق التواصل ، أصبحت المجتمعات متقاربة أكثر من ذي قبل ، ولكن روابطها في ذات الوقت هشةٌ لدرجةٍ عالية.
فالشخص يستطيع الوصول لكل أفراد الأسرة عن طريق الهاتف المحمول ، وقد يلتقون جميعاً في نفس اللحظة عبر مجموعات وسائل التواصل ، وقد يمضون الأوقات الطويلة مع بعضهم البعض – في هذه المجموعات فقط – ومع ذلك فإن التوجهات الفكرية لكل فرد منهم تبتعد عن الآخرين ، وليست هنا القضية ، بل في عدم معرفة كل منهم عن أفكار الآخر ، ولا عن نظرته للحياة ومعايشتها أو للمستقبل واستشرافه .
كل ذلك ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في غياب الرقابة الأسرية ، وكذلك ساهم في إنتشار الأفكار الهدامة وسهولة تلقيها وتقبلها ، مما جعل سلوك الشخص المنحرف لايتضح لمن هم حوله ، ولا يتم ملاحظته بسهولة .
ولمعالجة ماخلفته بعض برامج التقنية من سلبيات ، فإن الدور الأبرز يقع على الأسرة وضرورة التقارب بين أفرادها والتشارك في مجريات الحياة والتفاعل فيما بينهم بما يحقق الإستقرار الأسري والراحة المنشودة ذهنياً وبدنياً لكلٍ منهم .
ثم تأتي الأدوار المكملة لدور الأسرة من قبل المدرسة والمسجد والإعلام ، وتكاتف القائمين على هذه الجهات لما فيه مصلحة الدين ثم الوطن ، ومايُعزّز الأمن الفكري والإجتماعي .
والله خير الحافظين ..
علي مشبب عبود/ أبها
>