فايع آل مشيرة عسيري
وتطالك يد الغدر يا نجران،وتزرعُ في قلبكـ الرعب والهلع حمقاً ترتكبه تلكـ الكفوف الطاعنة الغادرة..خيطُ قضيةٍ طائشة فتك بأبها وجعاً،واليوم نجران ألماً،وحزناً..جهلاً سولته نفوسها الحاقدة..!
تلك الوحشية الدامية،وجرمها المشهود شاهدةُ عصرٍ على دماء الشهداء في بيتٍ من بيوت الله في شهر محرم..كأنها سنة الغدر والبطش بكـ يا نجران..تباً لهم ألم يعلموا بأنك نجران ..؟!
نجران مدينة المؤمنين الأولى،وجباه الساجدين..نجران الحرية البيضاء..!
نجران التي حين يذكرُ أخدودها نتذكر ثمن الإنسانية حرية أجيال ومبدأ العزة والمجد،والنصر..!
عظامٌ جاثمةٌ متفحمة تشكَّل صراعات الأديان السماوية كي تثبت للعالم الدين الذي بشرَّ به المسيح..نجران النقش والأثر التي خلدته كف الحضارة المتعاقبة على ذات الوادي
بعد أن نهلت من ماء نجران،وجنت رطب نخلهـا..نجران بيوت الطين التي أنتصبت بين واحات الجمال تروي لنا ثقافة الإنسان،والمكان..إنسان نجران ذو طبيعة متعايشة ينثر الحب والسلام أغنياتٍ يشدو بها فوق الجبال كلما همست له قلعة رعوم،وكلما نادته الحقول،والسنابل الصفراء..نجران التي تسكنك قبل أن تسكنها،وأسألوا عن كعبة نجران التي ذكرها الهمداني وجدرانها الفسيفساء والذهب،ونالت الشرف العظيم فالخائف لا يمنعه إلا أن يصلها كي يشعر بالأمن،وطالب الحاجة تقضى حاجته،والمسترفد يرفد..نجران مهما حاولت كفوف البغي أن تهدر دمك،وتسقط مجدك فلم ولن تستطع لأنك المجد الخالد في ذاكرة العالم والدنيا.
ومضة:
يقول خطيب العرب قس بن ساعدة:
في الذاهبين الأوَّلينَ من القرونِ لنا بصائرْ
لما رأيتُ مواردا للموتِ ليس لها مَصادرْ
ورأيتُ قومي نحوها تمضيْ الأكابرُ والأصاغرْ
لا يرجعُ الماضيْ ولا يَبقَى منَ الباقينَ غابرْ
أيقنتُ أنِّيْ لا محالةَ حيثُ صار القومُ صائرْ>
هكذا انت دائماً رائع يا استاذ فايع صادقاً منصفاً في طرحك حتى مع من يختلف معك وهذا هو الاديب الصادق . فلك منى كل الحب والاحترام
صالح مسفر ال تيسان