فايع آل مشيرة عسيري
لاتكاد تخطو خطوة،ولاتعطس،ولاتتثائب يمنةً،أويسرةً.. إلا وتقابلك ملصقات”تسديد القروض”المتناثرة في كل مكان”بيت،بيت،زنقة،زنقة..حتى تظن بأنها تغريدة”تويترية”تطاردك حتى في أحلامك.. والطريف بأن “صرافات البنوك الآلية”داخل مدننا,وخارجها على الطرق السريعة تراها صامدة،ومناضلة وقد توشحت بتلك الملصقات المغرية،وكأنها أي”الصرافات الآلية” مصابة “بحصبة جشع” وإستغلال،وتوريط عميل أوسيد أو مواطن محتاج،بكل مصطلحات التعددية،والمراوغة،والضغوط اليومية ناهيك عن تحذيراتها,وعقوبات من يتخذ من صرافاتها دعاية لشركاته..ومازالت الدعايات جارية,ومازالت جوالات”أبو خالد,وأبو عبدالرحمن,أبو عبدالله طعماً جاثماً ينتظر مواطناً مسكيناً.. ولعلها الحاجة”والله يقطع الحاجة” من دفعت بهذا المحتاج في شباك مستثمر يدير “شركة النصب والأحتيال” لتسديد القروض البنكية.. علما بأن رأس مالها،وإستمرارها قائما على هذا المواطن..الغلبان،وما أكثرها..!! فهي بوصلة تحدد وجهة بنك جديد”..ويابنك خبرني عن أمر المعاناة”.. والحقيقة التي يجب أن نؤمن بها بأن تلك الملصقات الدعائية..الجانبية منها والمقلوبة،والنطيحة،والمتردية،والمليئة بالأخطاء الإملائية،واللغوية.. هي مغرية في عرضها،في شكلها،في سرعة إنجازها،و”السيولة في حسابك” ولعل هناك من بين ظهرينا الكثير من يندفع وراء كل هذه الإغراءات المتشدقة، فمنهم من يكون مرتبه الوظيفي لايلبي كل الحاجات في ظل هذا الغلاء الفاحش،فيعالج دين بدين آخر قد أثقل كاهله،فيزيد الطين بله،ومعاناة جديدة في رحلة طويلة..لايعلم كيف ستكون نهايتها..وهناك من تجرفه الوجاهة الإجتماعية الكاذبة بمعنى”فشخرة زايدة” فيكلف نفسه “ماتطيق،وربما ما لا تطيق حراكا”..كل هذا في سبيل مطاردة موضات وقتية متلاحقة لاتنتهي، وهناك من يغامر بلعبة خطيرة فيما تعرف”على كف عفريت” عند المساهمين الهوامير,وليس مسلسل هوامير الصحراء..مع تشابه النصب والأحتيال فيها.. وتلك اللعبة المجازفة تجاه”مشروع حلم”..ربما يطاول القمة،وربما يسقط للقاع”غير مأسوفاً عليه” ولعل هستيريا،ومافيا الأسهم السوداء..مازال يخيم على الأذهان،ويطارد الكثير،والكثير منا،ومازلنا معها نترحَم على أموال متباينة”ضاعت في غمضة عين” ولعل أكثرها إيلاماً تلك التي جمعت من دخل موظف حكومي تقدر خدمته بـ”25″ سنة،سنة تنطح سنة..بينما خطاب تقاعده يتزين بالعبارة.. “بناءً على طلبه”. ومضة: إن سوء التدبير المعيشي في ظل غلاء المعيشة،والهياط الإجتماعي,واللهث وراء الموضة,والعشوائية في إتخاذ القرارات هي من تدفع المستثمر للعب بعواطف مواطن ساذج .
>
موضوع جميل وطرح رائع من كاتبنا الاستاذ فايع فقد اصبحت هذه الملصقات تطاردنا في كل مكان وماتتميز به من سرعه في التنفيذ وفك ازمات على المواطن الذي حاصرته الديون واعتذر البنك عن اعطائه قرض اخر لان راتبه المتواضع لا يفي بالمتطلبات ولايحتمل مزيد من الضغط فالضرب في الميت حرام