ما أحوجنا إلى دراسة سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام دراسة تعيد لها مكانتها باعتبارها مصدرًا دينيّاً لا غنى عنه لا سيما أننا مأمورون بالاقتداء به عليه الصلاة والسلام ، كما أن تحقيق محبته عليه الصلاة والسلام من أهم واجبات المسلم ، ولن تتحقق تلك المحبة دون دراسة لسيرته ، والتعمق فيها ، والتطبيق لها .
وهكذا كان السلف الصالح كانوا يحفظون سيرته عليه الصلاة والسلام كما يحفظون السورة من القرآن ، يقول علي بن الحسين رضي الله عنه : ” كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن ” .
ومن هنا وجب علينا أن نقرأ سيرته ، ونتحدث عنها دائمًا وأبدًا .. نُحدِّث أنفسنا ، ونُعلِّم من حولنا تلك السيرة التي أبانت الطرق ، وجلَّت السبل ، ومحت الجهل .
ويزيد ارتباطنا بتلك السيرة العطرة مع ما نشاهده من سلوكات خاطئة تصدر من أناس جذبهم تيار البطر الآسن حتى وقعوا في مستنقع الجحود الموبوء !!
نعود إلى نصوصها فنجد فيها البلسم الشافي لكثير من أخطائنا ، والنور الهادي لأولئك الذين ضلوا الطريق حين سلكوا سبيل جحود النعمة من أجل المباهاة والشهرة وهم غارقون في أوحال الجهل .
يشاهد المرء مقاطع وصورًا لأشخاص ما قدروا الله حق قدره ، وما عرفوا لأنعمه حقها من الحفظ والشكر ساهم في ذيوعها بغي من صورها ، وضعف من نشرها !
ومع انتشار مثل هذه الفظاعات يجد الواحد منا نفسه في حاجة إلى الرجوع إلى تلك الجادة الراشدة ، والسُّنة الواضحة سُنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ؛ ليتتلمذ بين أطر نصوصها ؛ فينهل من نميرها العذب ، ويترقى بمراقيها السامية .
ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أَنَس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ ” .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في ( لقاءات الباب المفتوح ) عن الطعام الذي يسقط على السفرة : هل يدخل في حديث إماطة الأذى ؟
فأجاب : نعم ، الطعام الذي يسقط على السفرة داخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذكر حديث أنس رضي الله عنه .
يقول المناوي في ( فيض القدير ) : ” حسن الجوار لنعم الله من تعظيمها ، وتعظيمها من شكرها ، والرمي بها من الاستخفاف بها ، وذلك من الكفران ، والكَفور ممقوت مسلوب ، ولهذا قالوا : الشكر قيد للنعمة الموجودة ، وصيد للنعمة المفقودة . وقالوا : كفران النعم بوار ، فاستدع شاردها بالشكر ، واستدم هاربها بكرم الجوار ” .
وقال ابن الحاج : ” كان العارف المرجاني إذا جاءه القمح لم يترك أحدًا من فقراء الزاوية ذلك اليوم يعمل عملًا حتى يلتقطوا جميع ما سقط من الحب على الباب أو بالطريق ” .
وروى الحاكم في المستدرك ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له : ألم أصح لك جسمك ، وأروك من الماء البارد ؟ ” .
ولننظر حولنا إلى شعوب مستها البأساء والضراء ، فصاروا يقاسون الألم والجوع والخوف ، في حين أن فينا من لا يزال في غيه يتمادى بإسرافه ، وتبذيره ، وعدم احترام النعم بشكرها ، والمحافظة عليها ، وفعله هذا مردود عليه ، ومنكر من من عرفوا قدر النعمة ، ووجوب شكر المنعم عليها .
وفينا – وهم كثيرون – يعرفون للنعمة حقها ، ويغرسون هذا المعنى الجميل في نفوس أولادهم ، وهم الذين يحافظون عليها بإكرامها ، وإطعامها لمن يستحقها ، وعدم إلقاء بقاياها إلا في مكان يقصده طائر حَوَّام ، أو حيوان عَوَّام .
ولو عدنا بالذاكرة إلى الماضي ؛ لعرفنا ما كان عليه أهلونا من شدة العيش وقسوته ، ثم مَنَّ الله علينا بنعمه التي لا تُعد ولا تحصى ، وهي نِعم لن تدوم إلا بشكرها وإكرامها وأداء حقها ، وحق المُنعم بها المتفضل علينا .
يقول الخليفة عمر بن عبد العزيز : ” قيدوا نعم الله بشكر الله ” .
ويقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله : ” إن النعمة لا تكون إكرامًا من الله إلا إذا وفقك الله في حسن التصرف في هذه النعمة ” .
فلنحسن التصرف فيها ، ولنعلم أنفسنا وأهلينا ومجتمعنا قَدرها ، وأن ننكر على المتهاونين في أداء حقها بالحكمة والموعظة والدعاء بالهداية والرشاد .
ماجد الوبيران
>
ماشاء الله اسلوب رائع
ما أحوجنا في هذه الأيام أن نقدر نعم الله علينا ونعلمها لأبنائنا
مقال في الصميم
جزاك الله خير أبا محمد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله تعالى ( وما كان ربكَ لِيُهلِكَ القرى بِظُلمٍ وأهلها مصلحون )..سورة هود, آية 117
هنا يأتي دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكم سعدت واستبشرت حين قرأت عن ما قامت به شرطة منطقة الرياض من إلقاء القبض على من مثل على أنه ينحر ولده ليغسل الضيوف أيديهم بدم ابنه وأرجو أن تستمر الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف بالأخذ على أيدي المبذرين والمجاهرين بكفر النعم.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
ثبتك الله على الحق وسددك قولاً وفعلاً على هذه الإشراقة الهادفة الرائعة
سيرة عطرة لمعلم البشرية عليه الصلاة والسلام ، وفقك الله أستاذ ماجد ونفع بك وإلى الأمام …
كلام في الصميم ومقالة رائعة في زمن ووقت نعيش فيه نعمة الأمن والأمان ورغد العيش ولله الحمد والشكر .
وهناك اناس جهلة ومتخلفين للأسف الشديد جحدوا تلك النعمة بالتبذير والأسراف .
شكرآ لك أستاذ ماجد على هذا المقال الفذ…بارك الله فيك وفي جهودك….لاسيما الرد على كل مبذر ومتهاون…
فيجب على خطباء الجوامع وشيوخ القبائل وكبار العوائل وعاقلة القوم ورجال الخير وكل من ولاه الله أمر
من أمور الأمة …..!!!!
او من كان له كلمة مسموعة أو رسالة تصل أن ينصح ويحث بالوقوف في وجوه من يعبثون بالنعم بشتى الوسائل ….!!!!
ونناشد ولاة أمرنا أن يقفوا بحزم وعزم في وجوه هؤلاء العابثين المفسدين وأن يأخذوا على أيديهم للطريق الصحيح .
إما مناصحة وإما يداً من حديد
شاهدنا وسمعنا مايكفي
من أنواع كفر النعم …!!!
غسل اليد بدهن العود.
سكب السمن على المفطحات.
تبهير الدلة بالفلوس.
نثر الهيل في المجلس.
استخدام الدراهم بدلاً عن البيز
لمسك الدلة ….!!!
جلوس كل واحد على خروف لوحده
هل هذا كرم
ومن ينثر الاموال فئه الخمس مائه في سياره فارهه وهو بسلاحه ويتباهي
ومن يقوم بنثر المال عليه
ويقوم بتنشيف انفه ودهسه بأقدامه
والمقطع ساخر تمثيلي يقطع فيه رقبة طفل بخنجر يغسل يد مهايط ….!!!
ومن يغير اسم ولده باسم شخص ثاني !!!مهايط وتكبر …
ومانشاهده في قنوات الهياط والكبر
من مكابرات وتنافس في العبث والرياء وغيرها.
وعدم احترام مشاعر من هو محتاج وفقير ومديون ومتعفف
حتى تدوم النعم لابد من محافظة عليها ومناصحة وأحياناً شدة وغلظة.
لنقف صفاً وقلبا ويدا واحده وجداراً منيعاً في وجوه هؤلاء الجهلة اصلح الله عقولهم واحوالهم.
انشروها لعل الله ينفع بها
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا
اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءه نقمتك وجميع سخطك …منقول للفائدة
اسأل الله أن يحفظك وأن نكون من من تناله شفاعة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام
خصوصا اننا نفتقد للقدوه وأصبح ابناءنا يبحثون عن القدوات في غير المسلمين،،وقد يكون عدم نشر سيرته من احد اسبابها
نسأل الله أن يديم النعم وأن يدفع بفضله وحلمه النقم. ما رأيت أحد تمادى في السرف بالنعم والعبث بها مثل من كان فقيرا باغتته الثروة .
اللهم أدم علينا بفضلك نعمك وأدرء عنا بحلمك دواعي نقمك.
للأسف اصبح في مجتمعنا تجاوزات عده من بعض السفهاء الذين ابتعدو عن سنة الرسول نسأل الله ان لا يواخذنا بما فعل السفهاء منا.
موضوع مهم في وقت مهم اشكرك على طرحك الجميل والنير دائماً.
مقال جيد كتب بإسلوب ممعتع وجذاب
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين.
سيرة المصطفى صل الله عليه وسلم نبارس ينير حياتنا فهو الذي لا ينطق عن الهوى .
بوركت ابا محمد مقال جميل