ليلة الريش الحزينة..!

 

image

فايع آل مشيرة عسيري

    تصرخُ فينا اللحظة القابعة خلف أسوار الحسرة ..تكبلنا بقيود الفقد واليتم توجمنا ساعات الفجيعة فلا نتذكر إلا قلوب الأمهات وإنكسارات الآباء..يسافر بنا هذا الصباح نحو الإذاعات المدرسية الراحلة..وصوت الوطن يخنق عبارتهن..هكذا يردَّدن للقدر..ونحن في صرحٍ من صروح التعليم..هذه الأصوات التي ناوشت إحتضارات الطموح،والمجد الخالد نحو نهايات الحلم المستفيق في شهادات العام الأخير من الثانوية العامة..وعلى مسافة شهر الختام الدراسي..فسحة متثائبة متوارية عن شمس الضحى كي لا تشاهد مظلة الظلم وهي تسقط دفعةً على رؤوس طالبات ثانوية الريش ظلماً وجوراً وتعدياً..وأوراق إختبارهن تكتب الفصل الأخير من المشاهد العالقة في ذاكرة قرية الريش الحسناء..صرخاتهن الأخيرة تسافر للسماء وداعاً،أو بقاءً بذكرى إصاباتٍ لحادثة سيطول الحديث عنها..ينازعن شريط حياتهن في طريقهن لمستشفى محايل العام..ومازالت بقايا خطوات،وحكايات كفاح ونجاح..وطاولات،وذكريات ودرجات الأمتياز..وخفوت الأقلام..ثمة أسئلة تولد من رحم الأزمة “مظلة الظلم “،وسقوطها الأليم،وثمة مدارس تعاني الكثير من الأزمات الإنشائية ولن أتحدث عن الأزمات التعليمية فالموقف أعظم من إستراتيجيات وخطط وورش عمل تنظيرية واهية..ومناهج تعاني من عطوب التأسيس الهش..!
أزمات كبرى تصل معها الحقيقة للمدارس الآيلة للسقوط ،وربما تعاني من التماس الكهرباء،والكثير التي كانت لمأساة حادثة ثانوية الريش قصب السبق وإن كان ثمنها أرواحاً غيبها الموت،وأجساداً نهشها الألم ولكنها علَّقت أجراس الخطر والأنذار..ومعها سأذهب لصوت العقل والمنطق الذي فرضه واقع يعاني من إهمال مقاول مماطل نجح في كسب رضا المناقصة وبدأ الإنشاء دون ذمة أو ضمير مسؤول..تاركاً لنا دماء بناتنا ومرايلهن،وأحذيتهن،ورحيلهن كضحايا التعليم التي تطول قضاياهن وربما لا تجد الموافقة لإخلاء طبي لتعثر وجود حل ينهي معاناتهن..؟!
يستطيل السؤال بطول تلك المظلة اللعينة..هل نحتاج لكارثة كي يتحرك المسؤول وينفض غبار الركاكة والتسويف..؟!
ثانوية الريش للبنات هي صورة للكثير من مدارسنا من الجنسين والتي تحتاج إلى صيانة دورية دائمة وإشراف هندسي يمنح الحقيقة كاملة للمسؤول وحتى لا تتكرر المأساة..ختاماً أكبرُ في الكادر الطبي بمستشفى محايل العام تعامله مع الحادثة في هذا الوقت العصيب بمهنية عالية،وإحترافية تدريب مسبق في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه،وليس بمستغرب هذا التعامل الرائع فمن يملك مديراً بفكر ومسؤولية مدير مستشفى محايل يقيناً سيعلم بأن لمحايل ابناً باراً اسمه محمد زيد.

ومضة:
للحزن وطن ووللفقد وجه وليلة الريش الحزينة هي ليلتنا جميعاً فرحم الله فاطمة طالبة ثانوية الريش والهم أهلها الصبر والسلوان وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون .

 

>

شاهد أيضاً

((من ذكرياتي في لبنان ))

بقلم/ حسن سلطان المازني  خلال الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان بداية من عام 1976م ولسنوات …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com