.
( حكاية شعب )
حسن صالح جواح
حَـاكُــو بِـلَـيـْـلٍ أَمـْـرَهُـم ، وتـَـدَبـَّـرُو
قَـلْـبَ النِّـظَـامِ وسَحْقَ مَن قَد يُـنكـرُ
حَشَـدُوا الجُـنُـودَ بـِكُــلِّ حَيٍّ آمــنٍ
وصَحَى الـمَساءُ عـلَى عَــتَـادٍ يَـزأَرُ
خَرجُـوا علـَى حُكْمِ الـرئيسِ وحِـزْبهِ
وتَـلـَـوْ بَـيَـاناً عَـاجِـلاً .. لـمْ يَذكُـرُوا
هَل ذاكَ مَـطْـلَبُ أُمَّـةٍ لَـجَـأَتْ لَـهَـمْ
أم ذاكَ ما يَـسْـعَى إلـيـهِ القَـيـْصَـرُ
ومَضَـتْ سُويْـعَاتٌ تُنَاقِضُ بعْـضَها
كُــلٌّ بِمَـا أخْـفـَى يُـبـِـيـْنُ ويَـجْــهَــرُ
حتّى أتَى شَخْصُ الرئـيسِ مُقاطِعاً
من خَـلْفِ شَاشةِ هَـاتِـفٍ يَـتَـصَـدَّرُ
نـادَى بصَـوتٍ مُـتـْعَـبٍ في شَعْـبِـه :
إنَّ البِـلادَ عَـلى الـمحَـكِّ ، فَـقَــرِّرُو
إمَّــا حَـيـَـاةُ عَــدَالـةٍ تـَـسْـمُـو بِـنَـا
أو تَـقْـبْـلــُونَ بِـمَا يُـريدُ العَـسْكــرُ
فأتَـى الجـوابُ يَجُـوبُ كلَّ مَـدينـةٍ
مُتَـوشِّحـاً غَـيـْماً كَـسَـاهُ الأَحْـمَـرُ
وتوحـدّتْ كـلُّ الـقُـلـوبِ .. هِـتَـافُها
اللهُ أكـبـرُ .. يا عَــظِـيـماً يـَنْـصُـرُ
فتَـراجعَ الجَمْـعُ الـُمدَجَّجُ خـائـفـاً
وتـقَـدّمَ الجَـمْـعُ الغـفـيـرُ يُـكـبِّـــرُ
إنَّ الشُّـعُـوبَ إذا تَـحَطَــمَّ قَـيـْدُها
لن تَسْتَسِيغَ نُفُوسُهُم أنْ يُـقْـهَـروا
فَـشِـلَ التَّـمَـردُ وانـتَـهَـتْ أحلامُـهُ
عـَـادَ الرئيسُ، وشعْـبُهُ الـمُتحَضِّرُ
عَـادُوا مَعاً يـَحْـكُـون قِـصّـة لـيلـةٍ
خُتِمَتْ بعـَـدْلٍ لا يَـجـُــورُ ويَــثْــأَرُ
ضَرَبُوا مِثـالاً في الوفاءِ لبعْضِهِم
ولَـهُـم لِـقَـاءَ صَنِيعِهِم أَنْ يَــفْخَـرُوا
هذا حَصَادُ الأمسِ أخْرجَ شطْأَهُ
يا لَـيـتَ أرضاً بـعْـدَ هَـذا تُـزهِــرُ
حـسـن صالح جــواح
>
صح لسان الشاعر قصيده جميله جدا وكأنها تتكلم عندما تقرأها وهذا دليل إبداع حروفها ونظمها