صحيفة عسير : فايع عسيري
وطني..
للشـاعر: محمد بن عامر المحبَّي
وطـــنـــي فــــــي كُـــــــلِ قَـــلْــــبٍ نـــابـِـــضٍ
وطــــنــــي فــــــــي جَــــسَــــدي مُــنــتَــشِـــرا
وطـــنـــي فــــــي كُـــــــلِ عَـــقْــــلٍ راسـِــــــخٍ
وطــــنـــــي لـــلـــدّيـــنِ أَعــــلـــــى مِـــنـــبـــرا
وطــــنــــي مــــكـــــةَ وطـــيـــبـــةَ وطــــنـــــي
وطــــنــــي مِـــــــــن غـــــــــادرٍ مُــنــتَــصـِــرا
وطـــــنـــــي مـــــولـــــد نـــبـــيــــي أحـــــمـــــدٍ
وطــنــي مــثـــوى الـنَّــبــيُ الــمُـــرســـــلا
وطـــــنـــــي أرضُ الـــجــــزيــــرةِ كُـــلُــــهــــا
وطــــنــــي نــــجــــدٍ وســــهــــل الـــمَـــنـــدرا
وطــــنــــي أنـــــــــتْ الـــــــــذي آويـــتـــنـــي
وطـــنــــي أرى ثـــــــراك أغـــلــــى ثـــــــرى
وطــنــي كــيــفَ الــوفـــاء مــنَّـــي إِلــيـــك
وطــــنــــي كــــيــــف الــجـــفـــاء وأســــفــــا
وطــنـــي هـــــواكَ يـمشي فـــــي دمـــــي
وطـنــي نَـسْـمُــكَ فــــي جِـسـمــي جــــرى
وطـــنــــي بَــنيتُ بـيـتي لأُســــرَتــي
فــوقَ أرضِــكَ لــم يـكــن تـحــتَ الـثــرى
وطــــنـــــي أنـــــــــا أربــــــــــي غـــنـــمــــي
فــــي الــفَــلاءِ حَــيــثُ طِــيــبُ الـمـنـشِــرا
وطـــــنــــــي أنـــــــــــا أُعَـــــلّــــــمُ وَلَـــدي
وابنتــي فـــــي الــمُـــدنِ وفـــــي الــقـــرى
وطــنـــي أنـــــا أشـــــربُ الــمـــاءَ الـــــذي
مــن البـحـورِ إلـــى الـمـدائـن قـــد روى
وطــــنــــي أجــــــــولُ أرضِـــــــــكَ راكِــــبـــــاً
علـــــــــــى طَريقٍ آمـــــنــــــاً وَمُـــعَــــبـَّـــدا
وطـــــنـــــي أركــــــــــبُ فـــــــــــي طـــــيــــــارةٍ
تَــعْـــبُـــرُ الأجـــــــــواء وأنـــــــــا مُــفــتَــخِـــرا
وطــــنــــي أســــــــــيرُ في سـَــيـَّــارتـــي
وأسـحــبُ الـنَّـقْـد مِـــن أقــــرَبِ مَـصَـرَفــاَ
وطــــنــــي مِــــــــن بـَـــعْــــدِ هــــــــذا كُــــلَّــــهِ
هـــــــل أحـــــــبُ بَـــعْــــدِكَ مـــــــن وطـــنــــا !
وطــنـــي هـــــل عـيــشُــكَ لــــــي ضَــنِــكــاً
أم هـــــنـــــيــــئـاً طَـــــيـَّــــبـــــاً وَمُـــــيَـــــسّــــــرا
وطـــــنـــــي لوجبـــتـــنـــي لحَــجَــجَــتَــنــي
وَقُلتَ سَـألِ الأوطــانِ يَكْـفـي مــا تــرى !
وطـــــــنــــــــي حَـــدَثــــتَــــنــــي بـــــــدرايــــــــةٍ
كَـــيــــفَ كُـــنَّــــا قَـــبْــــلِ قَــــــــرنٍ أمّــــبــــرا
وطـــــنــــــي عَــلَّــمــتَـــنـــي فَــصَــدقــتَـــنـــي
فَـقُــلــتَ لا شـــــي قَــبـــلِ قـــــرنٍ يُــذكـــرا
وطــــنـــــي أتـــــــــوك الــــهـــــداةَ بِــلَــيــلَـــةٍ
فَـحَــمِــدَ الــقـــومُ الــسُـــرى لَـــمّـــا أســـفـــرا
وطــنـــي وَصَــفـــتَ لـــــي مِـــــن بـعــدِهــا
كَـيــفَ ســـار الأمــــنُ والـعـيــشُ الــرخــاء
وطــــنــــي أنــــــــتَ الــــــــذي أكــرمــتــنــي
وطــــنــــي مِــــنـــــذُ الــطــفُــولـــةِ والــــبـــــراء
وطــــنـــــي تَـــعـــلـــوكَ رايــــــــــةَ وِحــــــــــدَةٍ
رَمْــــــزٍ لـلـتـوحـيــدِ أبْـــيَــــضَ وأخـــضــــرا
وطــــنــــي تَــحْـــيـــى وتــبـــقـــى شــامـــخـــاً
أمّــــتــــي دونَــــــــكَ تُــــريــــدُ الــمــحــشـــرا
وطــــنــــي أنــــــــت الـمُـــقــدَّس وطـــنــــي
وَقِــــبــــلَــــةً لِــــمُــــهَــــلــــلٍ وَمُـــــكَــــــبِــــــرا
وطـــنـــي هــــــل مِــثــلُــك مـِــــــن وطـــــــنٌ
وطــنـــي مَـــهْـــدُ الــرِسَـــالــةِ يــــــا تُــــــرى
وطــــنــــي نــــحــــنُ حُــــمَـــــاةٌ لِـــطُـــهْـــرِكَ
وطــنـــي أمــنُـــك هُـــــمُ الأُسْـــــدُ الـــشـــرى
وطـــنـــي كــــــم بِــــــكَ رِجَـــــــالٍ اهـــتــــدوا
ودأبُـــهُــــم هَــــــــديُ الــقَـــلَـــم والــمِــنــبــرا
وطــــــنـــــــي لـــلـــفـــكــــر دورٌ فــــــاعـــــــلٍ
بـــيّــــن الــــنــــور الــمُــبــيــنِ الــمُــســفــرا
وطــــنــــي بــالــفــكــرِ والــعـــلـــمِ والــقـــلـــم
يـــظـــهـــر الأمـــــــــرُ جـــلـــيـــاَ مـــبـــصـــرا
وطــــنـــــي هــــــــــل الـــغـــلــــوِ بـــصـــيــــرةٌ
أم ظــــــــــــــلامٌ لا يُـــــــؤكـــــــد ولا يُــــــــــــــرى
وطــــنــــي هــــــــل لــلـــدشـــوشِ مــــآثـــــرٌ
والــــفــــضـــــاءِ والأنــــــاتـــــــتِ انـــــــتـــــــرا
وطــنـــي هــــــل لــلــجــوا ويــــــلِ ســـبـــبٌ
ســـــالــــــبٌ وكذا لـــهــــاتــــفٍ أو بــــيــــجــــرا
وطـــــــنــــــــي الـــتـــقـــنـــيـــةُ وســـــيـــــلـــــةٌ
يُـــحـــســـنُ اسـتــخــدامُــهــا أو يُــــهـــــدرا
وطـــــنــــــي مُــكــتــســـبـــاتٌ ونــــهــــضــــةً
وبـــكــــلِ أرجـــائــــكَ جـــهــــوداً تُــشـــكـــرا
وطـنــي مـــن طـــاوعَ إبـلـيـس والــهــوى
ضّـــــلَ درب الـمُـهـتـديـنَ وقـــــد غـــــوى
وطــنــي هـــــل حـــــانَ وقـــــتٍ لـصــحــوةٍ
يـمـتـطــيــهــا كُـــــــــل شــــهـــــمٍ مُـــظـــفــــرا
وطــــنـي هل أعيـــشُ على أرضِـــكَ صـــامــتاً
وكــــــــأنــــــــي خـــــائـــــفــــــاً مُــــتَــــسَــــتِــــرا
وطــنـــي لو فـــــي رجـــالِـــكَ قـــاصـــرٌ
فــــأتـــــوانـــــى مِـــثــــلــــهــــمُ واُقـــــــصــــــــرا
وطــنـــي مِـــــن بــعـــد ديــنـــي عِــروتـــي
عِــروتــي لـــــو تـنـفـصــم كُـــــلُ الــعُـــرى
وطـــنــــي ســـــــؤ الــســـلـــوكِ هــمـــاجـــةٍ
مـــــــن ســـــــروقٍ ومُــفــحـــطٍ ومُـــخــــدرا
وطــــنــــي ســــــــؤ الــســـلـــوك قـــبـــاحـــةً
بـعــضُــهــا مـــــــن عــيــبــهــا لا يُــــذكــــرا
وطــنـــي بـــعـــضُ الــســلــوكِ فــســادُهــا
يُــــفــــنــــي الأرضَ فــــــنــــــاءً مُــــــدمــــــرا
وطـــنـــي دُســـتـــورُكَ الـــشـــرعُ الـــــــذي
مُـــقـــتـــضــــاهُ طـــــــاهـــــــراً ومُــــطـــــهـــــرا
وطـــنــــي يـــــــا أُمّــــتــــي يا دولــتــي
بـــاســـمــــكــــم مُــتـــكـــلـــمـــاً ومُـــــعـــــبـــــرا>