لعلنا قرأنا مقالا في جريدة ما أو استمعنا لخطيب جمعة نبِيه ,أو متحدث في مجالسنا , كلاماً ونصائح عن قضاء إجازتنا واستغلالها . لعله موضوع أصبح لا يجذب انتباه البعض خاصة هذه الأيام . اسمحوا لي أن اقتحم جزءاً من خصوصية يومياتنا الرتيبة التي أصبحت روتيناً يتكرر كل عام بنفس السجع ونفس الأسلوب . الناظر في منتزهاتنا وحدائقنا يرى ثقافة التعايش مع الطبيعة تكاد تنعدم أو انعدمت في أحيان كثيرة فنجد أغلب العائلات (لن أعمم) ترحل من هذا المكان وقد أصبح وكأنه مرمى نفايات أو تجد من يستغل مساحة واسعة من المتنزه له وعائلته كي لا يضايقه أحد وكأنه الوحيد بذلك المكان . حقيقة العاقل الذي يقف على ما يحدث في مرافقنا السياحية ويطلع على وقائع قتل الطبيعة وجمال بيئتنا يدرك أهمية هذا الموضوع فقد أصبحنا كل عام نرى هذه المشاهد وتلك بل أصبح عند البعض مشهد (عادي؟!!!) . في ظل ذلك على من يقع الذنب ؟ من المسئول ؟ أين دور الأسرة (المتهم الأول ) أين بصمة التربويون في ذلك من أساتذة الجامعات والمعلمون والإعلاميون وغيرهم . هل أصبح دورنا هامشيا إلى هذه الدرجة . لن نستطيع حل مثل هذه الظاهرة التي انتقلت إلى كارثة طبيعية إنسانية إلا باستدراك حجم المشكلة والتعاون لحلها ومعالجتها بغرس المفاهيم الإيجابية نحو البيئة ونحو النظافة ونحو إنسانيتنا لننشر الوعي بين طلابنا في المدارس والجامعات لنتحدث عن ذلك في مجالسنا التي اكتسحتها التقنية وداء الغيبة وغيره . أين ندواتنا من استقطاب جيل الشباب ورفع مستوى وعيهم تجاه البيئة والمحافظة عليها .. أتمنى النهوض سريعاً للحد من هذا الوباء ولعلنا لا نكتب عنه في العام القادم بإذن الله .
عبدالمجيد ال ناشع
أكاديمي تربوي>
مقال رائع استاذ عبدالمجيد ويلتمس مواضيع مميزه ومهمه .. اشكرك