الكاتب : محمد السحيمي
كثيرٌ من المتشدقين باتباع منهج العالم المفكر / أحمد بن تيمية لا يعلمون أنه ـ كأحمد بن حنبل ـ كُفِّرَ وسجنَ ونفي من وطنه حتى قال: «يا لحيرة خصومي بي: حبسي خلوة (للتأمل)، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة»!!
لقد كان رجلاً حرَّاً بكل ما تعنيه الكلمة، وأهم علامات الرجولة الحقة أنه لم يتزوج، فالزواج يعني المرأة، والمرأة تعني الأولاد والأولاد يبغوا حليب، ويا مَطَرة حُطِّي حُطِّي…..!
وبعبارة أخرى: لا شيء يربطه بحياة هذه (الروبوتات) البشرية يمكن لهم أن يبتزُّوه به أو يساوموه عليه بمبادئه!
وبهذا المقياس تجد أن السجن هو الذي حرَّر السواد الأعظم/ ظل التاريخ (نيلسون مانديلا) بينما كانت الحرية هي التي اغتالت أستاذه العظيم (المهاتما غاندي)!!
وقد ظللتُ ـ أنا يا أستاذ محظوظ ـ أدرس الماجستير دون تفرُّغ، فالتفريغ منحةٌ لا يحصل عليها إلا من رضي المتشددون دينه وخلقه، وأعرف زميلاً واحداً على الأقل أرضاهم بالشكليات التي مسخوا الدين العظيم فيها كالثوب المبالغ في تقصيره، واللحية الكثَّة التي يصدق عليها قول الزميل/ يزيد بن ربيعة بن مفرِّغ: «ألا ليت اللِّحى كانت……….»! ومن المفارقات العجيبة أن الذي حقق ديوان هذا الزميل (الفاسق) هو الدكتور/ عبدالقدوس أبو صالح، رائد ما يسمى بـ(الأدب الإسلامي)!!
أين وصلنا؟ آه.. أرضاهم الزميل بإطلاق اللحية وتقصير الثوب، فلما حصل على الماجستير وأصبح مشرفاً تربوياً في الإدارة حلق على (الزيرو)!!
وأغروني ـ أنا يا أستاذ محظوظ برضو ـ بمناصب لا يفوتها عاقل كوكيلٍ أو مرشد طلابي، ورفضتُ لأني لا أصلح غير معلِّم، كما أغروا حسن فرحان المالكي ببعثةٍ مفتوحة لتحضير دراساته العليا قبل مشروع خادم الحرمين الشريفين، فلما رفض احتالوا وفصلوه، واحكموا أنتم: أليس (رافضياً) ابن رافضي من يتردد في قبول هذه الفرصة؟
أما في السجن فلم يكن هناك تعذيب وإذلالٌ أكثر من (غصب1) و(غصب2) إذ لم يكن الأستاذ/ محظوظ مدمناً لغير القهوة المرة المستطابة، وقد تخلص منها بعد (36) ساعة من الإضراب الشامل!!
>