الدكتور سلمان سيرة كفاح خطها بيدٍ مشلولة وإرادة قوية

img-20161021-wa0064

صحيفة عسير -علي الشديدي :

  أقيم لقاء الخميس للناجحين بمحافظة خميس مشيط مساء أمس الخميس حيث حل أحد أبناء منطقة عسير والذي يعد نموذجاً ومثلاً ناجحاً للإصرار على النجاح والرقي بالمجتمع للنجاح الدكتور حسن بن حسين سلمان هو من كان ضيفًا على اللقاء ، وتحدث أثناء اللقاء عن مسيرته العلمية والعملية.

وتعدُ حياة الدكتور حسن حافلة بالإنجازات رغم العقبات التي مرَ بها ، إلا أنه واجهها بكل إرادة وعزيمة وتحدٍ وإصرار .

وبدأ الدكتور لقاءه بقصة حياته منذ المرحلة الثانوية حيث كان ميوله للقسم الشرعي ومهتم به ، إلا أن أسرته رفضت إكمال  دراسته في المجال الشرعي بسبب معدله المرتفع ، فاضطر إلى الدخول إلى القسم العلمي وإكمال  دراسته في ذلك المجال وتخرج بإمتياز وكان من الأوائل على منطقة عسير ، وأكمل بعدها الدراسة الجامعية وكان يرغب في الإلتحاق بكلية الشريعة إلا أن عائلته أجبرته أن يلتحق بكلية الطب ، ولم يكن منه إلا أن رضخ لأمر أسرته وألتحق بكلية الطب ، ولم يستمر فيها كثيرًا فقد عاد بعدها إلى كلية الشريعة التي كانت رغبته وميوله الأول ، واستمر فيها إلى أن تخرج بإمتياز مع مرتبة الشرف.

لم يتوقف طموحه؛ فقد أراد الدكتور إكمال مسيرته العلمية وإكمال درجة الماجستير إلا أن ظروف والده الصحية حالت دون ذلك ، وعاش بجانب والده إلى أن توفاه الله ، وبعد سنين من عمله معلماً  وبعد وفاة والده ما زالت رغبته تراوده في اكمال تعليمه ، فالتحق بالجامعة واكمل درجة الماجستير ، ومن ضمن القصص التي ذكرها الدكتور حسن وكانت أثناء دراسته للماجستير هو ذلك الحادث الأليم الذي تعرض له وتسبب في تفتت عظم اليد اليمنى كاملة ، وبعد أشهر من فك “الجبس” كانت المفاجأة أن اليد أصبحت مشلولة بعد موت العصب ، وعلى الرغم من كلام الأطباء أن نسبة الشفاء ضئيلة لم يفقد الأمل حيث استمر بالبحث عن علاج ، وكانت تلك الفترة هي فترة تقديم رسالته في مرحلة الماجستير، وبدأت معاناته في كتابة الرسالة بعد أن أصبح لا يتحكم في يده ، فكان يعينه ابنه “أسامة” في الكتابة ، وشبه الدكتور كتابته وقتها بطالب أول ابتدائي ، فقد بدأ يتعلم كتابة حروف الهجاء من جديد ، وكان يحتاج إلى ساعات حتى يكمل الكتابة ، وبدأ بخطوات كتابة الحروف ثم وصلها ليكوّن كلمة بمساعدة يده الأخرى وولده ، وبعد مدة – بفضل الله – أخبره الأطباء برجوع الأعصاب ، وتدريجيًا عادت الحياة لأعصاب يده واستطاع تحريكها . ولم يكتفي الدكتور عند هذا الحد ، فقدد قرر إكمال  دراسته وبالفعل حصد شهادة الدكتوراه.

وانتقل بعدها إلى الحديث عن تجربته في العمل التطوعي وتحدث عن أهمية العمل التطوعي , ويعتبر الدكتور  من رواد العمل التطوعي في منطقة عسير وله جهود واضحة في ذلك ،وذكر أثناء حديثه بعض القصص التي واجهها أثناء تأسيسه لبعض الأعمال التطوعية ، وأثنى على سمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد الذي وصفه بأمير الشباب، كما أبدى الدكتور دعمه وكامل استعداده لإحتواء أي عمل تطوعي.

وفي نهاية سرد قصصه ، أجاب عن عدد من التساؤلات والمداخلات من الحاضرين التي تنوعت في طرحها بين حياته العلمية وعمله في المجال التطوعي.

وكرّم لقاء الخميس ممثلاً في رئيسه الأستاذ سعيد حامد ، كرّم الدكتور حسن شاكرًا له مشاركته وإثراء  اللقاء بخبراته ونجاحاته ، ثم عقب ذلك أقيم امسية شعرية للشعراء جازع بن سفران وخالد القبيسي وسلمان ال زاهر وسعد مشاوي الذين قدّموا عدد من قصائدهم الوطنية  والاجتماعية  التي نالت استحسان الحاضرين ، وبعدها قدّم المنشدان: محمد بن فهران وسلمان زاهر اوبريتاً وطنياً تفاعل معها الجمهور ، واختتم اللقاء بصورة جماعية للمشاركين .

الجديد بالذكر. ان لقاء الخميس يقام في اكثر من ٢٠ مدينة ومحافظة في المملكة وخميس مشيط وأبها وبيشة هي المناطق التي يقام فيها اللقاء في عسير بهدف استضافة شباب المنطقة الناجحين واستعراض قصص امام الحضور وأخيراً فإن لقاء الخميس يحظى بشراكة مركز الملك سلمان للشباب الرسميه ورعاية الهيئة العامة للرياضة وبالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وبشراكة نجاح مع مجلس شباب منطقة عسير. 

img-20161021-wa0066 img-20161021-wa0065>

شاهد أيضاً

“مشعل” يضيء منزل الحلوي

صحيفة عسير ـ يحيى مشافي  رُزق الأستاذ محمد يحيى الحلوي ، مدير إدارة المستودعات بأمانة …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com