الأخلاق بالعلم والانحلال بالجهل

wpid-wp-1405521346842.jpeg

يعيش الإنسان أحيانًا غيبوبة اليقظة ؛ وذلك حين تتكشف له أمور لم يكن يعلمها ، وخاصة في علاقاته مع أقاربه وأصهاره وغيرهم .
وقد يكون صفاء نيته ، ونبل خلقه ، وحسن ظنه بالناس سببًا في عيشه في تلك الغيبوبة !
   تصل الأخبار المزعجة أحدنا بطريق مباشرة ، أو غير مباشرة لأحداث مضت عليها أيام أو شهور ؛ ليعلم بها فجأة دون مقدمات ، وإذا به يتساءل : هل فعلا أنا أعيش مع هؤلاء ؟ وهل حقّا أنه يوجد بيننا من هم بهذا التعامل السيئ البغيض ؟!
يُصدم المرء أحيانًا بأناس كان يظن فيهم خيرًا ، وإذا بهم يدسون الدسائس ، ويحيكون الخطط في الخفاء من أجل ألا يعلم فلان ، ولا تدري فلانة !!
   إنني أعزو تلك التصرفات الخاطئة إلى الجهل .. فالجهل كما قيل شجرة الشرور .. الجهل طريق الكِبر ، والبغض ، والحسد ، وكل فعل قبيح .
    ولا سلاح للمرء يقضي به على الجهل إلا سلاح العلم ، فالعلم نور كله ، وهو العلم المُستقى من نبعه الصافي .
     إن كل فعل جميل ، وخُلق حميد ستجده في تعاليم ديننا الحنيف  . الدين الذي دعا إلى مكارم الأخلاق ، ونبذ الخلافات ، والتحذير من كل صفة ذميمة لا تليق بأي إنسان ينتمي إليه .
   وإن بقي بيننا من قصَّر في فعله ، أو اتصف بصفة سيئة ، فإنها تبقى مشكلات شخصية ، وحالات فردية ، وهم بلا شك لا يخلون من الفعل الطيب ، والخُلق الحسن .
ولسنا نحن من نحاسب البشر على أخطائهم ، بل إن من الواجب علينا أن نعفو ، ونصفح ، وأن نتفرغ لأنفسنا ، نعمل جاهدين من أجل إصلاحها ، ومتى ما صدقت النية ، وصح العمل كان التأثير فيمن حولنا حقيقة ملموسة .
   إن تمسكنا بأخلاقنا مطلب ، فما قوة المجتمعات إلا بتمسكها بأخلاقها ، هو سلاحها في التصدي لكل انحلال قيمي ، وهو ضرورة مُلحة في هذا الوقت لمواجهة كل فكر دخيل ، أو تيار نحيل يريد النيل من المجتمع المعتز بدينه .
    والجدير بالذكر بأن وسائل التواصل الاجتماعي قد كشفت لنا عن الكثير من إيجابياتنا ، بل وساهمت – فيما أظن – في رفع مستوى الوعي بتعاليم ديننا وأخلاقياته ، وهذا هو المأمول ممن يتعامل مع هذه الوسائط ، فيجعلها حقلًا ينثر فيه زهورًا جميلة ، ويقتلع منه كل نبتة خبيثة .
   إنني أتطلع إلى قرار مسؤول يمنع التطاول على الآخرين بالسب ، أو القذف .. يكون شعاره كشف الحقائق بالأدب ، والكلمة الطيبة ، ودثاره الدعوة إلى الإصلاح بالحكمة ، والموعظة الحسنة .
  هذه أخلاقنا .. التي لا نبغي سواها .
ماجد الوبيران 

>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

11 تعليقات

  1. ابو ثامر علي فرحان

    كلام جميل وابداع على ابداع.””
    ابو محمد لقد تعديت خطاك وسبقت زمنك بازمان فلله درك مااروعك

  2. سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام رغم علمه بالمنافقين مما أطلعه الله عليه إلا أنه كان يعاملهم بما هو أهله صلوات ربي وسلامه عليه، بل إنه صلى على رأس المنافقين حتى أنزل الله { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ }

  3. أحمد آل عبدالمتعالي

    بعد التحية والتقدير للاستاذ الغالي والمربي :
    كلام جميل وواقعي ومبدع كالعادة .

  4. وفقك الله لكل خير

    مقال رائع

  5. تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ،،، وغفر الله لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ،،
    الامر اكبر من كذا ،،، هذه العادة والله انها موجودة وللأسف انها توجد في اقرب الناس للشخص ومن كان يظن فيهم ظن الخير

  6. احمد آل حازب

    كلام جميل ورائع .تقبل تحياتي.

  7. الكاتب اعتصره الام من بعض التصوفات السلبية في مجتمعنا واشار اليها بأسلوبه المعهود من الصياغة التي تصل الى القلب وعرض علينا العلاج وهو العلم فيهل نتعظ؟

  8. يوسف آل حازب

    شكرا أبا محمد . ولكن للأسف هذا أمر واقع ومنتشر على أوسع نطاق . صلح أبناؤه ذموه ، كثر ماله حسدوه ،ارتفعت مرتبة الوظيفية حاربوه .لله الأمر.

  9. غارم الشهري
    بارك الله فيك مقال رائع جدا

  10. عبدالله آل نملان

    كلام جميل … وواقعي جدا
    ولكن على رأي الأوائل
    اذا لم تنجح أن ترفع من أمامك الى مستواك
    فلا تترك له الفرصة أن ينجح في أن ينزل بك الى مستواه
    أحييك أستاذ ماجد

  11. رامي الطويرقي

    دائما مبدع يا ابو محمد كلام من الاعماق يصف حال كثير من اصحاب النيه الطيبه شكرا لك

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com