أبرز صفات الفئة الضالة من خلال النصوص الشرعية ” الحلقة الثانية “

 

 

 

 

 

%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d9%8a%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a7%d9%85%d8%af%d9%8a1

صحيفة عسير : فايع عسيري

6 – الكلام الحسن المنمّق: كلاهم حسنٌ ومنمّق، كلامهم حسنٌ وجميلٌ، لا ينازعهم فيه أحدٌ، فهم أصحاب منطق وجدلٍ، يذعن لتحكيم الشريعة، وأن يكون الحكم لله، ومحاربة أهل الردّة والكفر، وإذا جادلوا لم يقدر عليهم أحد!! لأنّ من يريد الانتصار لنفسه ولمنهجه ومذهبه لا تقدر على إقناعه ولو أتيته بكلِّ آيةٍ، ولكن فعلهم يخالف ذلك، ولهذا قال عنهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم” يُحسنون القيل ويسيئون الفعل””” وقال صلى الله عليه وسلم” سيجيئ قومٌ يتكلمون بكلمة الحق لا يجاوز حلقوهم””” وقال صلى الله عليه وسلم” يأتي في آخر الزمان قومٌ حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البريّة يمرقون من الإسلام كما يورق السهم من الرميّة””” قال السندي””: أحداث الأسنان أي صغار الأسنان، فإنّ حداثة السنّ محلٌ للفساد عادة، سفهاء الأحلام: ضعاف العقول، من خير قول البريّة أي: يتكلمون ببعض الأقوال التي هي من خيار أقوال الناس، قال النووي: أي في الظاهر مثل: إنِ الحكم إلاّ لله، ونظائره كدعائهم إلى كتاب الله”” .

7 – التّكفير بالكبائر: وإلحاق أهلها من المسلمين العصاة بأهل الكفر الصرحاء، وتطبيق الأحكام عليهم في الدارين مما ترتّب على ذلك استحلال دماءهم وأموالهم، وهذا ما قاله عنهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم” يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان”””، وهذا من أعظم ما ذمّهم به نبيُّ الإسلام صلى الله ليه وسلم أن يقتلون أهل الدين، ويتورّعون عن أهل الأوثان، وسبب قتلهم لأهل الإسلام أنّهم حكموا عليهم بالكفر، ثم قرروا أنّ قتل المرتدّ أولى من قتل الكافر الأصلي، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فإنّهم يستحلون دماء أهل القبلة لاعتقادهم أنّهم مرتدون أكثر مما يستحلون من دماء الكفار الذين ليسوا مرتدين لأنّ المرتد شرٌ من غيره””، فالخوارج يكفّرون غيرهم بعدة صور، فهم يكفرون أصحاب الكبائر، ويكفرن بما ليس ذبناً في الأصل في بعض الأحيان، كما كفروا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسبب تحكيم الحكمين، ويكفّرن بالظنِّ والشبهات والأمور المحتملة، ويكفرن بالأمور التي يسوغ فيها الخلاف، ولا يعذرن بالجهل ولا التأويل، ويستحلون دماء من يطلقون عليه مسمّى الكفر .
8 – اتخاذهم شِعار يميزهم عن غيرهم: فالخوارج لهم في كل عَصْرٍ وَمِصْرٍ شِعارٌ يخالفون به غيرهم، ويتميّزون به عمّن سواهم، هذا الشِّعار قد يكون لباساً، أو رايةً، أو هيئةً ونحو ذلك، وقد كان شِعارهم زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حلاقةُ شعر رؤوسِهم، كما أخبر عنهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم” يخرج ناس من قِبل المشرق ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقن من الدين كما يمرق السهم من الرميّة ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فُوْقِهِ””، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التّحليق””” قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: هذه السيما سيما أوَّلِهِم كما كان ذو الثَّدِيَّةِ، لأنّ هذا وصفٌ لازم لهم””، قال القرطبي: قوله: سيماهم التّحليق أي جعلوا ذلك علامةً لهم على رفضهم زينة الدّنيا، وشِعاراً ليُعرَفُوا به، وهذا منهم جهل بما يُزْهَدُ فيه، ومالا يزهَد فيه، وابتداع منهم في دين الله شيئاً كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون وأتباعهم على خلافة”” .
قلت: وشِعارُهم اليوم الرايات السوداء، واللباس الأسود، والشعور الطويلة المسدلة، مستدلين على هذه الهيئة بما ورد من نصوص لا تقوم بها الحجّة، كحديث” إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قِبَلِ خُراسان فأتوها فإنّ فيها خليفة الله المهدي”” .
9 – لا وجود بينهم لأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منذ خروجهم: وقد خرجوا في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، ولا وجود بينهم لأحد من أهل العلم والفقه، قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو يحاور المحكّمةَ الأولى من الخوارج الّذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نقمتم على صهر رسول الله والمهاجرين والأنصار، وعليهم نزل القرآن وليس فيهم منكم أحد””، فالمتتبع لهذه الطائفة يرى أنّهم مجموعة من الأعراب الأجلاف، قليلي الفقه والعلم مع حماسٍ منقطعِ النّظير في العبادة بلا فقه، يقودهم أوَّلَ أمرهم: أعرابيٌ بوّالٌ على عقبيه لا صُحْبَةَ له، ولا خير فيه، ولا علم ولا فقه له، هو: عبد الله بن وهب الراسبي”” .
10 – الخلل في منهج الاستدلال: فهم يأخذون بنصوص الوعيد، ويتجاهلوا نصوص الوعد، ويستدلون بالآيات التي نزلت في الكفار قطعاً، ويجعلونها في حال المخالفين لهم من المسلمين، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يراهم شرار الخلق عند الله، وقال فيهم: إنّهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين”” .
قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فيهم: وشغبوا أيضاً بآيات الوعيد، مثل قوله تعالى” وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ””” وقوله تعالى” إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ””” قالوا: وهي غير محمولة على عمومها، قال عليٌ رضي الله عنه: ولولا النّصوصُ الواردة بقبول التوبة وبالموازنة وبغفران السّيئات باجتناب الكبائر لوجب حمل آيات الوعيد على ظاهرها”” .

 

أ.د عبدالعزيز بن عمر قنصل الغامدي>

شاهد أيضاً

المجاردة تحتضن اللقاء السنوي الأول لمنسوبي نادي صوت الإعلام الرقمي

صحيفة عسير _ يحيى مشافي أقام نادي صوت الإعلام الرقمي يوم عصز الجمعة الموافق ١٠/ …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com