يتسم تاريخ التعليم الحديث بالمحاولات العديدة والمستمرة لإصلاحه وتطويره خاصة مع زيادة الإهتمام العام به , وعادة ما توجه أصابع الإنتقاد إلى النظام التعليمي عند وجود أي خلل على المستوى المجتمعي أو الاقتصادي أو السياسي . لهذا ظهرت الحاجة الماسة لإعادة النظر في النظام التعليمي لتقييمه وتطويره , ومن ذلك ظهور حركة المستويات المعيارية كمدخل لإصلاح التعليم , فالمعايير التربوية تستهدف نظم التعليم المختلفة في ظل المتغيرات العملية والتكنولوجية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية المتسارعة في إعداد المواطن القادر على مواكبة هذه التغيرات والتعامل معها بفاعلية واقتدار, ومن أجل ذلك يهتم خبراء التربية بتحقيق الجودة الشاملة بكل ما تتضمنه من مدخلات وعمليات ونواتج تعلم ومخرجات . ويعد الإصلاح القائم على المعايير من أحسن الاختيارات لتحقيق جودة النوعية للتعليم والاعتماد المهني للمؤسسات التعليمية ,ومنح تراخيص مزاولة المهنة . وقد اتجهت الكثير من الدول ومنها المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من معايير (ISLLC) كإصدار وزارة التربية والتعليم معايير عناصر العملية التعليمية عام 2008م واستمرت الجهود متوالية في هذا المجال ومؤخرا أطلقت هيئة تقويم المعلم برنامج سفراء معلمونا (2015م ) الهادف لتعريف المجتمع بمعايير المعلمين المهنية، والمساعدة في الوصول الى أكبر شريحة من الميدان التربوي لإشراكهم في عملية تحكيم المعايير. وتهدف هذه المبادرة الى : تعريف المجتمع بمعايير المعلمين المهنية ,والتعريف عن المنصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ,وكذلك المساعدة في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع لإشراكهم في عملية تحكيم هذه المعايير ويقع على عاتق سفراء معلمونا عدة مهام منها :التعريف بمنصة معلمونا وأهدافها, ودعوة الزملاء للمشاركة في تقييم المعايير المهنية للمعلمين, ونشر معلومات عن المنصة وتقييم المعايير بصورة شبه يومية. وكل ذلك من أجل نشر ثقافة المعايير المهنية أي المهارات والمعارف التي يجب أن يكتسبها المعلمون لممارسة مهنة التدريس ، وتوفير خبرات تربوية تُعزز كل ما من شأنه أن يُحسن عملية التعلم ، وبالتالي سوف توجد ثقافة تربوية مشتركة ولغة موحدة بين المعلمين والمعلمات وتوفر إطار مرجعي، وستمنع الجمود والروتين التعليمي، كما أنَّها ستعطي للمعلمين دافعية وطموحاً أعلى، وستمنحهم أيضاً أرضية صلبة ينطلقون منها نحو العالمية والتميز وسوف نلمس أثرها في تحسين المخرج النهائي للتعليم انطلاقا من مبدأ أعطني معلماً أُعطك أمة، ولابد أن تفهم هذه المعايير على وجهها الصحيح، واستيعاب أهميتها ، حيث أنها تساعد المعلم على أن يؤدي دوره بشكل فعال و تعلي من شأن المهنة، وترتقي بنظرة المجتمع إلى مهنة التعليم وبالتالي تهيئ تعليم لمرحلة جديدة وتحضيرات اليوم تحدد إنجازات الغد بإذن الله.
بقلم :نوره محمد الغامدي
باحثة في المناهج وطرق التدريس>
جزاك الله خير استاذة نورة ????
جزاك الله خير استاذة نورة ????