لماذا لا يعد أحدنا لنفسه مشروعًا تربويا ذاتيا ينطلق من خلاله في فضاءات هذه الحياة المتقلبة التي صارت تفاجئنا كل يوم بما هو جديد ونادر ؟!
تمر علينا في هذا العصر كثير من المعروضات التي تحمل قيمًا تربوية كبيرة نعرفها ، لكننا نغفل عن تطبيقها ، وتعجبنا ، لكننا سرعان ما نتناساها ، وما ذلك إلا لأننا تخلينا عن كثير من قيمنا التي هتف بها ديننا الجميل للبشرية جمعاء .
وقد قيل : ” إن الحكمة ضالة المؤمن ” ، ونحن أولى الناس بها ، وما علينا أن لا نتركها حين نجدها كما أننا مطالبون بأن لا يكون تحصيلنا منها سوى الإعجاب بأقوالنا ، ونقل ذلك للآخرين إما بالحديث عنها ، أو بالإرسال ، بل إن علينا أن نكون أول المتمثلين بها .
قد يكون الأمر صعبًا بعض الشيء في البداية ، لكن الذين ينشدون التطوير لن يجدوا في الصعوبة إلا سهولة ، وسيقطفوا نتاج تحديهم لأنفسهم ثمارًا يانعة من الاستقامة ، والرضا الذاتي ، والتأثير في الآخرين .
يقول الإمام الحافظ محمد بن المنكدر رحمه الله :
” كابدتُّ نفسي أربعين سنة حتى استقامتْ ” .
إن عدم السير في سبيل منهاج خُلقي واضح سيؤدي بسالكه إلى التخبط في الأخلاق ، والتردي التربوي ، كما أن العمل على تطوير النفس سيجعل المرء مدعومًا من الداخل ؛ ولهذا دور كبير في استمتاعه بالحياة ، ومن ثم فسيكون قادرًا على الإبداع ، والتجلي .
وما التركيز على الأخلاق إلا لأهميتها في بناء الإنسان البناء الأمثل الذي سيكون له الأثر الإيجابي في بناء الأسرة ، والمجتمع بأكمله .
يقول شوقي :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والالتزام بالمشروع التربوي الذاتي يجب أن لا يتوقف عند المرء نفسه ، بل إن عليه أن ينقل ذلك إلى كل من حوله من أبناء ، وطلاب ، والذي يطالب الناس بالالتزام الأخلاقي يجب أن يكون أول الملتزمين به ؛ وما ذاك إلا لجمال الأخلاق ، وكبير أثرها في تقارب الناس ، وتماسكهم .
جرب ولو لفترة أن تخضع نفسك لكي تلتزم بهذا المشروع ، وانظر كيف ستجد أثر ذلك في رضاك عن ذاتك ، وترقيك في تعاملك مع الآخرين الذين ستكسب احترامهم ، وتقديرهم .
عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : ” مكتوب في الحكمة : ليكن وجهك بسطًا ، وكلمتك طيبة ؛ تكن أحبَّ إلى الناس من الذي يعطيهم العطاء ” .
ماجد الوبيران>
كان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم القدوة في ما ذكرت أخي ماجد في كل أموره قولاً وعملاً. وقد جاء عنه علية الصلاة والسلام من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه قال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي, وروت أيضاً لمَا سئلت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته ؟ قالت يخصف نعله, ويعمل فيما يعمل الرجل في بيته. وفي رواية : قالت : ما يصنع أحدكم في بيته : يخصف النعل, ويرقع الثوب, ويخيط. فكان فعله صلى الله عليه وسلم يوافق قوله.
وأذكر قصة ذكرها الشيخ الدكتور سعد العتيق عن رجل زار رجلاً في بيته فدخل ابن صاحب البيت وكان صغيراً ويستطيع المشي ولكنه أخذ يحبو باتجاه قدم أنبيه وأخذ يقبلها فغير الأب جلسته وأخرج ألقم الأخرى فاستدار الولد حبواً وقبلها فاستنكر الضيف ذلك وتقزز ولام الأب على ذلك فقال ألأب إن إذا أردت إيقاض أمي للصلاة أخاف أن ازعجها فأدخل عليها ثم أحبو حتى أقبل قدميها فتشعر ببرودة شفتيً فتستيقض و والله ما علمته ولكنه رآني أفعل ذلك ففعله.
إنه التطبيق العملي لكل ما نقوله و ندًعيه ……. وعذراَ على الإطالة والتأخير
حتى أولئك الذين يكتفون بالنقل وتمرير المعلومة لهم دور وإن لم يستفيدوا هم…فرب ناقل علم لاعلم له!
الأخلاق أهم عنصر في تكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة , والمجتمع الراقي والدولة المتقدمة , ومن أجل ذلك حرص الإسلام اشد الحرص على إعداد المجتمع وتهذيبه , فالأخلاق الفاضلة هي التي تعصم هذه المجتمعات من الإنحلال وتصون الحضارة والمدنية من الضياع ومن دونها لا تنهض الأمم ولا تقوى إلا بها بارك الله فيك أخي ماجد وفي علمك .
الله يرزقنا واياكم باجمل الاخلاق واحسنها
أكرمك الله برضاه .. ليس لي إلا شكرك على هذه الكلمات .. و أستأذنك بنشر الرابط .
دمت بود
مقال جميل وَيَا ليتنا نلتزم بتعاليم الاسلام قدر المستطاع
وان نطبق جزء بسيط من تلك الرسائل الإيجابية التي تردنا..شكرًا ابومحمد
بارك الله فيك أستاذنا القدير …
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
نفع الله بك يا استاذ ماجد وكتب لك الاجر
بارك الله فيك يا أبا محمد … ما أحوجنا لمثل هذا الكلام في هذا الوقت …
مقال رائع وعميق
صادر من عقلية متمكنة
وقلم متمرس
سلمت أبا محمد ودمت
مع تحياتي
(اللَّهُمَّ اهدِنِي لأحسَنِ الأخلاَق لا يَهْدِي لأحْسَنِهَا إلا أنت،وَاصرِفْ عَنِّي سَيِّئَها لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلاّ أَنْتَ)
دائما تمتعنا بالجديد المفيد
من المؤكد أن التخطيط النظري سهل قريب المنال. ولكن التسلسل الإجرائي لتنفيذ ذلك المشروع هي عقبات تحتاج لتقسيم المهام وترتيب الأولويات.
كلنا نتفق أن التحلي بالأخلاق ذروة سنام التعامل الإنساني مع اختلاف الأديان والطوائف. ونتفق أن الدين الإسلامي وصل الهند وبلاد السند ونواحٍ من أدغال أفريقيا ليس بالسيف وإنما من خلال التجارة والتي تقوم على أساس الصدق والوفاء واللين في البيع والشراء. هكذا جرت الأمور.
الدين المعاملة. ولكي نحقق المشروع التربوي الكامل لابد أن نشتغل أولا على ذواتنا ومن تحت أيدينا تهذيبا وتشذيبا. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إيجاد شراكة مجتمعية بين مؤسسات تربوية مؤهلة تواكب التحديات العصرية. وتوجد بدائل مناسبة للطفرات التقليدية للآخر المختلف ثقافة وبيئة و التي تنماع معها القيم الأصيلة.
موفق أخي ماجد.
مقال جميل وفعلاً نحتاج إلى بناء سلوك أبنائنا في هذا الزمن خاصة مع الانفتاح الكبير بين الحضارات
حياك الله أبا محمد …
الأخلاق الفاضلة هي مشروع كبير ، ولكنه في هذا الزمن أصبح مندثرًا إلا ما ندر ..وفي حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ما معناه ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق .دلالة على عظم الخلاق الحسنة ، اختيار موفق كعادتك أستاذي العزيز .
كلام جميل يبومحمد فعلاً الأخلاق هي امر هام بس الأهم هوتطبيقها فعلياً في هالزمن الصعب حيث كثر فيه الهرج والمرج ووسائل الاتصالات صارت الكل في الكل
يعطيك العافيه والى الامام
مقال ابداعي يكمن خلفه كاتب مبدع يقتنص الابداع بجميع اطيافه ليسطر لنا اجمل المقالات ….
الاخلاق…. هي اساس المشروع التربوي ونواته وقد اثريت المقال ابا محمد مما لم تتح لنا المجال ان نبدع بعد ابداعك ..
مبدع
أحسنت ياآبامحمد وفعلاً الانسان يبدأ بنفسه اولا ثم يغير من حوله
مقال جميل جدا يستحق الوقوف والتأمل كثيرا.
مبدع كعادتك أخي الغالي الأستاذ: ماجد
إضاءات تكتب على الحناجر ولوبالخناجر ، وفقك الله أبا محمد ،وسددمنك القول والعمل…
طرح جميل والأجمل منه صاحبه…بارك الله فيك وفي جهودك..فعلآ البقاء هو بقاء الأخلاق ودائمآ أردد قول الشاعر
إنما الأمم الأخلاق مابقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ماأجمل التحلي بالأخلاق الحسنة وماأجمل صاحبها…وقدوتنا في ذلك معلم البشرية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
شكرآ أبا محمد????
كلام جميل جدا. .وفعلا التحدي الأكبر هو تغير النفس أولا
وبنائها سلوكا وأفعال.
ابدعت ابا محمد اثابك الله
كلام جميل جدا. والتحدي الأكبر هو في تغير أنفسنا أولا.
مقال رائع جداً بيض الله وجهك على ذا الطرح الجميل .
موضوع قيم وهادف طرحه الكاتب باختصار شديد وارى انه يحتاج الى سلسلة من المقالات لتوضيح الفكرة وتقريبها للقاريء. وكيف يمكن لفرد ان يتبنى مشروعاً كهذا من الناحية التطبيقية
مقال جميل يستحق التأمل
جميل جدا.. يجب على الواحد منا العمل بجد على تطوير الذات والرقي والالتزام بالأخلاق والتمسك بالقيم والمبادئ التي هي من ديننا الجميل لأنه من هذا المنطلق يرتقي المؤمن بأفكاره ويعم نفعه لنفسه أولا وللمجتمع من حوله.
تقبل مروري ..